من فيكم لا يعرفه، من منكم من لم يقرأ له ويتابعه، إنه غني عن التعريف؛ لأن المعرف لا يعرف.. لكن حين يأتي الحديث عن الأعلام والرواد الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرتهم وخاصة الصحفية، وساهموا في تأسيسها ورعوا نشأتها وتطورها في المدينة فلابد أن يكون عميد القلوب ناصر بن عواد الجهني حاضراً في الذهن بقوة وبنفس القدر الكبير الذي ساهم فيه والمساحة الواسعة التي شغلها على مستوى الصحافة السعودية. نعم لقد كانت عقود حياته العطرة وروحه الفياضة العبقة وحبه ووفاؤه وعطاؤه كانت حافلة بالعطاء الصحافي والثقافي فقد ساهم وقدم الكثير لصحافتنا من عصارة فكره وعميق خبرته وصدق روحه وجميل فيحه المعطاء وبأنواره الساطعة بالوفاء، فمن حقه علينا أن ندين له بالفضل حين نجد عدداً لا بأس به من الصحافيين قد استفادوا من خبرته وتتلمذوا على يديه.. فإن قلت عميد الصحفيين أو عميد القلوب أو آسر العواطف والقيم فهي كلها لرجل واحد هو ناصر الجهني، فهو محب ومحبوب، تواضعه جم ووصله للآخرين هويته المميزة، فهو بمثابة (الديناميت) في الايجاب والكرم والرقي الفكري وأصالة المعدن ونقاوة المخبر، فمنه تتفجر أعمال الخير وتنبع من أياديه البيضاء فتغرق في بحر حبه وعطفه وإحسانه.. بحق إنه فارس الميدان وصانع الإنسان وباني للأوطان. كنت والداً عطوفاً، وانساناً لا يعرف قلبه غير العطر، ولا تعرف روحه غير الندى، كنت كبيراً بآمالك وأحلامك وأفكارك الأنيقة المميزة، كنت كبيراً بحبك للناس وحبهم لك كبيراً بحبك الخير والكلمة الطيبة وهاهم محبوك يذكرونك بكل الخير ويعددون مآثرك. ولست هنا في مجال تقييم لرحلة حافلة بالعطاء والتميز، مما لايتسع المقام لتفاصيلها.. لكنها كلمة عرفان ووفاء لرجل أعطى الكثير وترك بصمة واضحة في مسيرة الصحافة.. فرحمك الله يا أباعبدالله وأسكنك فسيح جناته.