ما أقسى الحياة عندما نقف عاجزين مكبلين بقيود جبرية محطمين نفسيا ومعنويا لا نستطيع مساعدة أقرب وأعز الناس لنا فكيف إذا كان هذا الانسان العزيز على قلوبنا هو من منحنا الحب والعطاء فلا نستطيع رد ولو جزءا من الدين الذي علينا فرسالتي إلى أبي الحنون الذي ابتلاه الله بمرض الشلل أقعده منذ العام على الفراش لاحراك وكلماته غير مفهومة ولا يتستطيع خدمة نفسه طرقنا جميع الابواب لعلاجه ولكن دون فائدة فجميع الأطباء قرروا ان حالته الصحية تحتاج الى عناية تمريضية فقط وها هو الآن حبيس غرفته ينتظر رحمة الله اقول له لن ننساك يا أبي كم أنت اب حنون طيب رحيم وعطوف وفي لاسرتك كما ضحيت وتعبت وسهرت من اجلنا وافنيت زهرة عمرك بتربيتنا التربية الصالحة وتنشئتنا النشأة الصحيحة والسليمة وقمت برعايتنا والاهتمام بتعليمنا وتلبية طلباتنا ونذرت نفسك للقيام بواجب الأبوة على اكمل وجه وقد وضعتنا تحت جناحك تخاف علينا تسهر اذا مرض احدنا تبكي اذ تألم تحزن اذ ابتعدنا عنك نعم انك يا أبي عظيم تعطي دون كلل او ملل نعم انك تضحي بلا مقابل وفي صمت لانك الحب المتدفق ونبع الحنان والأب المثالي فمدرستك التي تعلمنا الفضيلة والاخلاق ومن خلال ثمارها تطعمنا دروسا في كيفية مخافة الله ومراعاة حقوق الآخرين ومناصرة المظلومين ومساعدة المحتاجين وقد غرست فينا حب عمل الخير وحب الوطن وطاعة ولاة الأمر لا ننسى حنيتك وفرحك يوم نجاحنا فيالك من قلب نابض بالحب الذي نشعر معه بالدفء والطمأنينة والأمان نعم افتقدنا الجلوس معك على مائدة واحدة ولكن لن ننسى انك معنا بروحك ونفسك ونتذكر كيف تسأل عن غياب اي شخص يغيب عن المائدة وترفع اللقمة عن فمك لتطعمنا بيدك الكريمة وتسأل عن احوالنا ومشاركتنا الأعياد وافراحنا واحزاننا وتهتم بأمورنا وتقف معنا في حل مشاكلنا ومتابعتنا وحرصك الدائم علينا على اداء الصلوات فمتى تعود يا ابي فقد اشتقت اليك كثيرا ومتى ترجع ضحكاتك المشرقة التي هي بلسم لقلوبنا وحديثك العطر لقد اشتقت لحضنك ومداعباتك نعم نحن نحتاج لظلك فأنت الصدر الحنون الذي نحتمى به فانا المحتاج الى حنانك وعطفك وتوجيهاتك ونصحك فانت مثل النور الذي يضيء دربي يعينني على متاعب الحياة وهمومها انت، الأمل الذي اسير معه في هذه الدنيا أنك يا أبي حملتني امانة اسرة كاملة بعد ان انهك قواك المرض ولم يرحم ضعفك وأصبح جسدك نحيلا وكم اعرف انك تتألم وان دموعي لتتجمع في عيني حزنا والما اراك ترقد على سرير المرض؟ اعاهدك يا أبي سأبقى كما ربيتني مخلصا لديني حاميا وبارا بأهلي وراعيا لهم برغم قلة حيلتي وضعفي لانني لن اخيبك وسأعيش وأتنفس بوجودك وأتعلم من عطائك وصبرك وتجاربك ومواقفك النبيلة وخصالك الحميدة وفعالك المجيدة ولن أنسى دروسك لي التي فيها الصبر والحلم وأن الحياة كفاح تحتاج الى الجد والمثابرة ودروسا في الامانة والصدق والوفاء والعطاء من اجل الآخرين سامحني يا أبي فداك عمري كم كنت اتمنى ان انتشلك من محنة المرض ولكن قلة حيلتي وضعفي عجزا عن ان اوفيك حقك وارد الجميل والدين، أبي الغالي هناك قلوب تخفق بحبك واحساسنا بمرضك والمك يؤلمنا والى الأم الصابرة الواقفة بجانبك تخدمك بحنية الزوجة الصالحة والأم الطيبة كم هي رائعة محتسبة الاجر من الله تطعمك وتسقيك بيديها، فكم هذا الأم مثالية بل هي جوهرة غالية حماها الله فإلى ابي الحنون وأمي صاحبة القلب الرحيم اتضرع الى الله ان يشملكم بتوفيقه ورعايته وان يمدكم بثوب الصحة والعافية. راضي حسين علي العلوان الاحساء