بدأ المشوار لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره وها أنا أقف في أول الطريق مثقلة بأعباء المسؤولية الجديدة كالطفل الذي يتعلم كل يوم مهمة جديدة.. انهض كل يوم أحضر واجباتي وأنظم التزاماتي نحو بيتي وأولادي ثم دراستي هادئة المظهر مبتسمة الوجه تعصف بذهني أفكار كثيرة أسأل نفسي: أكمل الطريق الذي رسمته وأنشرح صدري له والنور يملأ قلبي أم استمع لما نعته الآخرون بالتهور وأعود.. بعد 6 أشهر تقريبًا وضعت طفلي الذي غير اتجاهاتي وتفكيري فأصبح شغلي الشاغل. وبدأ التغير يظهر بضرورة تعلم القيادة ودراسة قوانين البلد والإلتزام الشهري بدفع فواتير في وقت محدد والا ستدفع الثمن مضاعفًا. التنسيق بين الدراسة والخوف من الفشل لازمني كثيرا بدأت أفكر انه قراري ولا أريد أن أفشل فكان تفكيري منصب على مصدرين مهمين: جهة ابتعاثي ومكان عملي (جامعة الملك عبدالعزبز) والملحقية الثقافية كجهة مسؤولة عن متابعة الطلبة أكاديميا من خلال ارسال كشف الدرجات بعد نهاية كل فصل دراسي.. ولا انسى كذلك القلق من شماتة الناس خاصة الفضوليين. اهم مسؤولية كانت على عاتقي هي تربية الأبناء في مجتمع منفتح بعيد عن الأسرة تماما.. أريد أن يكونوأ أبنائي مقبولين بين أقرانهم محتفظين بقيمهم الثقافية والاساس الديني. لا أخفيكم إنها تجربة فريدة من نوعها ومسؤولية كبيرة لتكون رمزًا مشرفًا لبلدك تدحض فيه كل صورة مغلوطة عن وطنك ودينك.. نعم هي خبرة ورسالة عظيمة لم أندم أبدًا على خوضها.. هي تجربة غنية بالمشاعر المتقلبة بين الحاضر ونجاحه وبين الماضي وحنينه. بدأ مشوار اللغة ثم الحصول على القبول بالجامعات الأمريكية والذي تطلب الكثير من الجهد انذاك.. أذكر أن أصعب وقت عشته كان السنتين الأوليين برغم التأقلم الكبير تلك الفترة التي ترك كثيرًا من السعوديين أمريكا ورجعوا قلقين على حياتهم بعد حادثة (11 – سبتمبر-2001) لم توقفني تلك الكارثة عن مواصلة هدفي برغم كل الرسائل السلبية التي وصلتني.. تبدو الحياة صعبة لفترة لكن هي تجربة لابد من اقتحامها لتكتمل شخصيتك وتحولك الى شخص من جنسية محددة الى جنسية عالمية. تتأقلم وتتعايش ثم عند عودتك لأرض الوطن لقضاء إجازة فيه تختلف عليك بعض الأمور لتشعر بغربة من نوع آخر حتى وإن هي بقيت كما هي، انا لست أنا من عام مضى. استشاري علم النفس الإكلينيكي