بحث فريق آرسنال، حامل لقب بطولة إنكلترا لكرة القدم طويلاً عن حارس مرمى يدعم "العجوز" ديفيد سيمان 39 عامًا المعرض للاصابات، وزميله الواعد ستيوارت تايلور 22 عامًا، ووجد ضالته في رامي شعبان 27 عامًا المصري الاب والفنلندي الام والسويدي المولد، الذي أثبت جدارته مع الفريق اللندني في خمس مباريات قوية دافع فيها عن ألوانه حتى الآن أمام إيندهوفن الهولندي وروما الايطالي في دوري الأبطال وتوتنهام وآستون فيلا ومانشستر يونايتد في البطولة المحلية، ولم يتلقَ مرماه إلا هدفين، علمًا أنه خرج مصابًا من مباراة آرسنال الأخيرة أمام مانشستر يونايتد. التقت "الحياة" حارس مرمى آرسنال في مركز تدريب الفريق في شمال لندن، حيث وقف كالمارد العملاق، مبتسمًا بحياء مرحبًا "السلام عليكم... عيد مبارك"، على رغم أن مظهره يعكس الصبغة الاسكندنافية إلا أن التأثير العربي يبرز في رقته وأدبه ودمث خلقه... فردت "الحياة" التحية بلكنة محلية قبل أن يوضح أن عربيته لن تُعينه على فهم أكثر من كلمات بسيطة عامية، ولكنه أسهب بإنكليزية سهلة واصفًا تجربته الجديدة ب"الحلم الجميل"... وجاء الحوار كالآتي: كيف كانت بدايتك الكروية؟ - بدأت أزاول اللعبة في الخامسة من عمري، ولكنني لم ألقَ تشجيعًا إلا من والدي الذي كان يحثني دائمًا عبر مشاركتي اللعب أحيانًا. ولم اعتقد أبدًا بأنني سأمتهن اللعبة حتى سن الخامسة عشرة. هل التحقت بنادٍ في هذه السن؟ - لا أبدًا، صادف أن ذهبت إلى مصر لدراسة التجارة والاقتصاد في الجامعة الاميركية، واضطررت للانتظار من حزيران يونيو إلى إيلول سبتمبر من عام 1990 للالتحاق بالجامعة، فانتظمت في تدريبات فريق شباب الأهلي، علمًا أن جدي كان مسؤولاً سابقًا في الزمالك كما يعرف عمي شريف شاوي عددًا من مسؤوليه الحاليين. وبقيت أسبوعين في الاهلي ثم انتقلت إلى بور سعيد حيث تلقيت عرضًا للانضمام إلى أحد فرق الشباب فشعرت بأنني أسير إلى الوراء لأنه كان في إمكاني اللعب في السويد بميزات أفضل، فعدت إلى القاهرة وتحدثت مع الزمالك والتحقت بصفوفه، ولكنني لم أتأقلم مع متطلبات الطقس الحار. وبعد مرور شهرين انضممت إلى اتحاد عثمان مزارع دينا حاليًا وأمضيت موسمًا معه عدت بعده إلى السويد بعدما أهملت دراستي. ما هي الفرق التي دافعت عن ألوانها في السويد؟ - لعبت مع فريق ناكا الهاوي فترة موسمين قبل أن التحق بديورغاردن في موسم 1999-2000. هل اعتبرت نفسك نجمًا وقتذاك؟ - لا أعتبر نفسي نجمًا حتى الآن. أنا إنسان عادي ومحظوظ بكل بساطة. ... لكن من يلعب لبطل إنكلترا نراه نجمًا. - نعم، لكنني أهتم بأن أعيش حياة سعيدة وهنيئة بعيدًا من الأضواء ومتاعبها. كيف انتقلت إلى آرسنال؟ - حدث كل شيء بسرعة كبيرة. قال لي مدربي في ديورغاردن في مطلع الموسم الحالي إن آرسنال مهتم بضمي ويريد اختباري فتوجهت إلى لندن وخضعت لتجربة يومين، نلت فيها إعجاب المسؤولين تمهيدًا لإنجاز صفقة الانتقال. كيف قضيت شهر رمضان وأول أيام العيد؟ - بالطبع إن قضاء هذا الشهر الكريم والعيد في بلاد مسلمة له طعم خاص، ولا نشعر به في لندن وفي أوروبا عمومًا، ولكنني أذهب للصلاة في مسجٍد قريب أنا وزميلي العاجي كولو تراوري، في حين نصحنا طبيب النادي بعدم الصوم يوم المباريات على أن نعوّض هذه الأيام لاحقًا، وكان صعبًا أن نحتفل بالعيد لأنني لا أزال أسكن مع زوجتي وطفلتي في فندق. ما هي جنسية زوجتك؟ - زوجتي مارلين نصف سويدية ونصفها الآخر سريلانكي وابني جبريل عمره تسعة أشهر. من هم أصدقاؤك في آرسنال؟ كلنا عائلة واحدة، ولكن تجد أن الفرنسيين هم الاكثر تقاربًا. واعتبر الأقرب لي مواطني فريدي ليونغبيرغ والبرازيلي جيلبرتو سيلفا لأنه يشاركني السكن في الفندق ذاته، وأيضًا الهولندي جيوفاني فان برونكهورست الذي أتفق معه على أشياء كثيرة. هل تعتبر انتقالك إلى آرسنال خطوة كبيرة؟ - لا شك في أن الدفاع عن ألوان بطل إنكلترا هو شرف كبير لأي لاعب، وأود هنا أن أشكر والدي الذي أدين له بالكثير لما وصلت إليه. علمت حين انتقلت إلى آرسنال أنني سأكون الحارس الثاني خلف ديفيد سيمان وأنا راضٍ بهذا الواقع. من هو منافسك الحقيقي في عرين آرسنال سيمان أو الحارس الثالث تايلور؟ - سيمان صاحب سمعة وخبرة كبيرتين وتايلور يملك مستقبلاً واعدًا، واعتقد بأن سيمان سيظل الرقم واحد ما دام مستمرًا في اللعب. هل تتناقش مع مدربك آرسين فينغر في هذا الامر؟ - لا أبدًا، أدرك دوري في الفريق، وانتظر فرصتي وأحاول البروز في كل مباراة أخوضها. ما هي نقاط قوتك؟ - أنا هادئ الطبع وأملك ثقة كبيرة بالنفس، ما يجعلني أتحكم بأعصابي في المباريات الكبيرة. هل تصرخ على مدافعيك على غرار الدنماركي بيتر شمايكل؟ - نعم في حال الضرورة القصوى، لكن ليس تمامًا مثل شمايكل. ماذا تتوقع لآرسنال هذا الموسم؟ - أرى أنه يملك حظوظًا كبيرة في إحراز لقب دوري أبطال أوروبا. ... ماذا عن ثلاثية لقب البطولة والكأس ودوري أبطال أوروبا؟ - لما لا، فنحن نملك فريقًا متكاملاً يقوده تييري هنري وباتريك فييرا، الأفضل في العالم في مركزيهما، والمدرب فينغر ربما أحد الأكثر براعة في وظيفته. أنا حائر يحق لك تمثيل ثلاثة منتخبات وطنية هي مصر والسويد وفنلندا، فمن سيحصل على هذا الحق؟ - ضحك وكأنه ينتظر هذا السؤال وتمنى لو تفاداه. سرت إشاعات كثيرة حول هذا الموضوع ونقلت أحاديث على لساني أنني أبلغت مدرب مصر محسن صالح بالقدوم إلى إنكلترا لمشاهدتي، وكتب آخرون أنني رفضت دعوة الاتحاد المصري لي وهذا كله غير صحيح. لقد صرحت بأنني أريد أن استقر أولاً في لندن وأتأقلم أكثر مع الفريق. من هنا أحتاج إلى ستة أشهر على الأقل قبل اتخاذ قراري النهائي لأن هذه الخطوة ستكون مهمة في حياتي. وهذا ما قلته حرفيًا لصالح. ... لكنك لم تستدعَ إلى تشكيلة السويد الشهر الماضي. - هذا صحيح، وكلمني المدرب لارس لاغرباك وأخبرني أنني في باله ولكن علي أن ألعب بعض المباريات مع آرسنال. هل يعني ذلك أنك تميل إلى اختيار السويد؟ - كلا، إنني أعشق مصر كما أنني أملك جذورًا في السويد. هل يمكن أن يتأثر قرارك بواقع أن غالبية مباريات المنتخب المصري ستصادف مع منافسات بطولة إنكلترا ودوري أبطال أوروبا ما يمكن أن يحرمك من اللعب أساسيًا معه بخلاف برنامج المنتخب السويدي الذي يتلاءم مع وضعك؟ - نعم، هذا أحد الاسباب التي تجعلني أتريث قبل اتخاذ القرار لأنني لا أريد أن أفقد فرصة اللعب أساسيًا مع آرسنال، في حين لا أريد أن أعطي انطباعًا بأنني أرفض أن أدافع عن ألوان مصر لأنني أحب البلد وأهله، وأتمنى أن أخرج بقرار يعود في مصلحتي. هل ستضمن مركزًا أساسيًا في المنتخب في حال اخترت السويد؟ - لا أعرف، ولا اعتقد بأنه حتى في حال اخترت مصر سأضمن مركزًا أساسيًا لأن هذا يعود لنظرة المدرب وقدرات الحراس الآخرين. لماذا لم يستدعك المنتخب المصري قبل انتقالك إلى آرسنال؟ - هذا أمر محير فعلاً، لا أعتقد بأنه كانت لديهم فكرة عني.