مكافحة الفساد وتعزيز أسس (النزاهة) من المبادئ الثابتة في الشريعة الإسلامية والأنظمة الدولية، وقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -يحفظهما الله- أن تستمد أنظمتها من مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية وذلك لمحاربة الفساد بكل أشكاله وأنواعه وحماية النزاهة ووضع البرامج والخطط وتعاون كافة الأجهزة الحكومية للعمل على مكافحة الفساد واستئصاله من جذوره وتحصين المجتمع ضد الفساد من خلال التمسك بالقيم والأنظمة والقوانين والتقيد بالتعليمات ودعم الجهات الرقابية المخصصة لمكافحة الفساد ومنحها ما يساعدها للقيام بدورها على أكمل وجه. منذ أن تأسست اللجنة العليا لمكافحة الفساد والتي تم تشكيلها بأمر ملكي كريم برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في الرابع من نوفمبر من عام 2017 والحرب على الفساد مستعرة ومقولة ولي العهد -يحفظه الله- (لن ينجو أي شخص كائنًا من كان تورط بقضية فساد سواءٌ أمير أو وزير) يتردد صداها في مسامع الفاسدين لتؤكد أن لكل فاسد -كائنًا من كان- نهاية مهما كان وضعه أو منصبه وخصوصًا أولئك الذين كان يفترض فيهم أن يكونوا أمناء ومؤتمنين على الأموال العامة وعلى مستقبل الوطن وأبنائه فإذا بهم يخونون الأمانة ويخونون الوطن. ومؤخرًا نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريرًا عن (سعد الجبري) أشارت فيه إلى تهم تتعلق بقيامه بعمليات فساد وتربح من المال العام وتحويل أموال لشركاته وذلك منذ عام 2008م وحتى عام 2017 وصلت قيمتها إلى ما يقارب 11 مليار دولار مستغلاً منصبه الرسمي وعمله الحكومي في الإشراف على الصندوق المخصص لمكافحة الإرهاب وبعد هروبه إلى كندا هو وبعض أقاربه فإن الحكومة السعودية تواصل مساعيها للقبض عليه لمحاسبته هو وأقاربه وأعوانه وذلك في إطار حملتها على الفساد. لكل فاسد نهاية مهما كان مسماه ومهما قدم من أيمان غليظة ولن ينجو أحد من طوفان التدقيق والمتابعة والمحاسبة مهما حاول بعض الفاسدين والمفسدين وأعوانهم الفرار أو الاختباء أو اللجوء إلى أعداء الوطن أو التستر بشعارات الحقوقية أو الإنسانية فستصل اليهم قبضة العدالة وستفضح أعمالهم وتسترجع كل الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة، ولئن كانت الحرب على الفساد قد انطلقت بلا هوادة قبل ثلاث سنوات من أعلى الهرم فهي اليوم مستمرة في كافة المستويات ومعظم الجهات الحكومية، فالفساد كالسرطان لا ينحصر في جهة واحدة بل يستشري في كل مكان ولن ينحسر ما لم يكن هناك تعاون من جميع الجهات الحكومية لمكافحة هذا السرطان وتعزيز كفاءة الأداء وسرعة الإنجاز وتجفيف منابعه واقتلاعه من جذوره.