يقول عالم جليل: إن البلاء سنة الله الجارية في خلقه، فهناك من يبتلى بنقمة أو ضيق في الرزق أو حتى بنعمة، لقد قضى الله عز وجل على كل إنسان نصيبه من البلاء، قال تعالى (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا، إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا) فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلائه فيهون عليه الأمر، ومنهم من سيجزع ويسخط فتزداد سوءًا عليه، ولإثبات ذلك ساق قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يتصبر يصبره الله، وما أعطى أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر) وعلى قدر استعدادك يكن صبرك على المشكلات والابتلاءات التي تعتريك في الطريق، ومعرفة الحكمة من البلاء فالله سبحانه وتعالى يبتلي ليهدي به لا ليعذب، فعليك أن تفهم لماذا يبتليك الله تعالى، فالبلاء في حق المؤمن كفارة وطهور، فقد نبتلى بذنوبنا ومعاصينا كي يكفرها الله عنا فلا نقابله بها، ويوم القيامة سنتمنى لو أنه قد أعطانا المزيد من الابتلاءات في الدنيا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه). وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول (ما ابتلي عبد ببلاء وهو على طريقة يكرهها إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة له وطهورًا ما لم ينزل ما أصابه من البلاء أو يدعو غير الله في كشفه) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)، وعن الإمام سفيان رحمه الله قال (ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة) ورأى أن البلاء دليل حب الله للعبد والمحب لا يتضجر من فعل حبيبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ورد في صحيح البخاري (من يرد الله به خيرًا يصب منه والبلاء من المنازل العلا برفقة محمد).