يعد فصل الربيع بداية التجديد والعطاء والنشاط حيث تعود معه الطيور والورود والأشجار ليرسم لنا أجمل لوحة فنية من الطبيعة الساحرة على أرض الواقع، وبينه وبين التأمل تشابه كبير في حين يعد الثاني أحد أهم أنواع التفكير لدى الفرد لقدرته على إدراك العمليات الذهنية بنشاط ووعي كبير حول معتقداته وخبراته ليستطيع التعامل مع التحديات والعقبات شريطة أن يعمد إلى الاختيار الإيجابي للسلوك الذي يناسب مشكلته من خلال عملية التأمل العميق وحصوله على معرفة جديدة تبنى على خبرة سابقة ليتمكن من تطبيق استراتيجيات موزونه بالمقارنة مع المتناقضات من خلال قوة الفرد في التأمل.. وهو يتميز بمنهجية دقيقة تبنى على افتراضات صحيحة حيث يعد نشاط عقلي مميز يعمد الفرد من خلاله إلى شدة الملاحظة والانتباه وما يمتلكه من مخزون ذاتي يحدد إمكانياته وقدراته. ولاشك بأن التأمل يساهم في تصور الفرد للمشكلة من جميع الجوانب للوصول إلى أدق مكوناتها ويوضح مدى العلاقة بين كل جزء وآخر لتتضح الفجوات في العلاقات غير المناسبة والخاطئة في حلها والوصول بها لمعني منطقي من خلال النتائج التي تم الاعتماد في استنتاجها من الخبرات السابقة لطبيعة المشكلة حيث يعمد التفكير التأملي بشكل مباشر إلى وعي وفهم عالٍ بالمشكلة من جميع النواحي ليساعد المتأمل على وضع الحلول والخروج بنتائج إيجابية للمشكلة. ولا نغفل بإن التأمل والتدبر للفرد من الغايات الكبرى التي أُنزل القرآن من أجل الوصول إلى الكثير من الحِكَم التي أرادها الله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ سورة البقرة.