قبل أيام مرت علينا ذكرى وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الأسبق (رحمه الله).. ولا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى الله العلي القدير نسأله أن يتغمده بواسع رحمته.. ذُرى المجد.. لا سعياً لنَيلِ مكاسبِ وإن لم يَفُت من فخرها من مناقبِ صَعدتَ ذُرى الأمجادِ في سُلِّمِ النُهى حثيثَ خُطىً بالعزمِ.. فَذَّ المواهبِ تَجَشمتَ من دربِ السياسةِ مسلكاً فريداً بإلمامٍ الدؤوبِ المواظبِ بِفكرِ حصيفٍ في سياسةِ حاذقِ ورأيٍ جديرٍ في كثيرِ تجاربِ وعزمِ قديرٍ في جلالِ مُحنَّكٍ وسَمْتِ خبيرٍ مُدركٍ للعواقبِ وأشعلتَ في ليلِ المُلِمّاتِ شعلةً توهَّجُ.. لم يردعْك ليلُ الغياهبِ ولا غرو إذ كانت سياسةُ والدٍ تقودُكَ في سعيٍ لِتلكَ المآربِ وقد أسمعَ الدهرَ ارتجالُ قرارِهِ لإرغامِ أنفِ الغربِ يومَ التكالبِ وقد قمتَ يا إرثَ الكرامةِ صادحاً بأقوالِهِ رغمَ الدجى والمصاعبِ كتبتَ بِحِبرِ الفكرِ أَلمعَ أسطرٍ وقلتَ برأيٍ مبصرٍ غيرَ كاذبِ جمعتَ دهاءَ العبقريةِ مُلهماً وكم قُدتَ -رأياً معجزاً- من كتائبِ نُهى ألمعيٍ يمزجُ الرأيَ بالحِجى مخضرمُ وِردٍ من نقيِّ المشاربِ ستذكرُكَ الأيامُ فَذَّاً مُخلَّداً ونبعاً نضوحاُ للنُهى غير ناضبِ