أكد عدد من المختصين أن الاعلام المؤسسي الوطني استعاد هيمنته من خلال التعامل الدقيق مع أزمة فايروس كرونا ، كما إنه استطاع التغلب على الحسابات الشخصية وما يسمى من مشاهير التواصل الإجتماعي وذلك بحرصه على تلقي المعلومات الصحيحة في الجهات الرسمية وأن يخلق لدى المتلقي نوع من الاطمئنان في ظل مايعصف بالعالم من تداعيات ومخاوف من انتشار ازمة كرونا . ودعا المختصين إلى التخطيط لإعلام الأزمات وخطط عمل مرنة في كل المجالات مستقبلا. وأوضح د.عبدالرحمن العناد عضو مجلس الشورى السابق واستاذ الإعلام ان وسائل الاعلام الوطنية واكبت بشكل كبير الجهود التي قامت بها الاجهزة الحكومية وفي مقدمتها وزارة الصحة , وقدمت للمتلقي التغطيات المهمة والمعلومات التي خلقت نوع من التطمين لدى الجمهور . وقال : في بداية الأزمة أتهمت وسائل الإعلام بأنها تضخم المعلومات وتخلق الازمات في بعض الاحيان ولكن مع تفشي أزمة كرونا وجدنا عكس للمعادلة وحتى أن الازمة أصبحت أكبر من التغطية ، ونحن نعيش اليوم أزمة تفوق بكثير التغطية الإعلامية التي حصلت عليها وفي التاريخ لم يحصل مثلها واشر إلى أن تعامل الإعلام معها كان بشكل واسع وايضا هذه الازمة دولية أثرت في حياة كل البشر وليست في نطاق جغرافي ولا بدولة معينه بل شملت كل الناس . واهتمام الناس بالأزمة يزيد من تأثيرها على حياتهم الشخصية وهذه الازمة لم تترك أحد على الارض إلا وهو مهدد وقد يكون عرضة لها , ولهذا يكون الاهتمام الإعلامي كبير في جانب البحث عن المعلومات وليس التعرض لها فقط . وبين أنه في هذه الأزمة الحالية تحول الناس إلى الباحث عن المعلومات ولم تعد وسائل الإعلام تبحث عن الفوز بالجمهور كونه يتنافس في الحصول على المعلومات من وسائل الإعلام المختلفة . وتعامل الإعلام في المملكة في كشف الحقائق وسرعة الحصول عليها ساهم إلى حد كبير في تطمين الناس وتخفيف حالة الهلع أو الخوف التي كان يمكن أن تكون لولا مبادرة وزارة الصحة في إعطاء النصائح للناس وكذلك كشف المعلومات بشل يومي حتى اصبح الجميع يعرفها وهذا نجاح كبير لآنها اتفقت اهتمامات الاعلام والقيادة والدولة مع اهتمامات الناس والمحافظة على صحتهم الشخصية ، فالأزمة مؤثرة بشكل شخصي على كل فرد ولهذا سوف يبحث عن أي معلومة تساعد في حمايته وحماية المجتمع ، وتعامل وسائل الإعلام مع الازمة كان بنجاح باهر وبشكل ممتاز من جهته يرى الدكتورأبراهيم البعيز استاذ الاعلام ، أنه في اوقات الازمات الناس تبحث عن المعلومة للاطمئنان وللتعامل مع الازمة وحب الاستطلاع ولذلك انفتح بيئة الاشاعات وبيئة المعلومات المضللة ولا يستطيع احد ان يعطي وصفة لنوقف هذه الإشاعات فالحل الوحيد هو في سرعة إعطاء المعلومة والشفافية في إعطائها , ومن تجربتنا في هذه الازمة نرى ان إعلامنا استطاع ان يحقق السرعة والشفافية والمؤتمر الصحفي لوزارة الصحة خير شاهد وقال : هذه الازمة عادتنا إلى قنواتنا التي كنا في فترة من الفترات نتندر بأنها لم تصل للمستوى المطلوب لكن في وقت الازمات اثبتت بدورها الكبير وهذا يجعلنا نقف احتراما لكل الجهات التي تعاملت مع هذه الازمة . الازمة سوف ترحل لكن قضية ما بعد الازمة يتطلب عملا إعلاميا لايقل أهمية عن ماتم خلال الازمة . واوضح الدكتور فايز الشهري عضو مجلس الشورى أن الازمة اعادت تموضع المؤسسات الاعلامية وجعلتها المصدر الاول في البحث عن المعلومات الصحيحة . وقال : نحن اليوم في وضع استثنائي غير مسبوق ولذلك الخطاب الاعلامي لم يعد كما هو في السابق وحظرت هذه الجائحة والتي اعادت الخطاب الاعلامي الرسمي بل واسقطت نسبة كبيرة من المشاهير لأن لم تكن لديهم هدف محدد وتساقطوا بشكل كان مثير للشفقة وساهموا في المرحلة الأولى من التشويش على المتلقي إلا أن المؤسسات الإعلامية استطاعت استعادة مكانتها وتجد كل الناس متوجهين لها فأصحبت المعلومات الرئيسية لجائحة كرونا من المؤسسات الاعلامية الرزينة ، وحتى الإعلام الجديد لم يستطيع ان يجد توازنه في ظل عدم وجود حسابات تستطيع قيادة المشهد بسبب ان المعلومة تمتلكها المؤسسة الرسيمة وتقدمها بطريقة رسمية . واشار إلى أن هذه الجائحة لاوجود للشائعات فيها والأنظمة القوية ساهمت في أن الناس يبحثون عن المعلومات الصحيحة من المصادر الموثوقة . وهذه اعادة الثقة في المؤسسات الرسمية . جاء ذلك خلال لقاءً نظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني على تحت عنوان: قدرات وطنية تقود الأزمات"، استعرض خلاله تجربة المملكة في التعامل مع جائحة كورونا، بمشاركة الدكتور/ عبد العزيز السبيل رئيس مجلس أمناء المركز، والدكتور/ عبد الله الفوزان الأمين العام للمركز، وعدد من كبار العلماء والمسؤولين والأكاديميين والمختصين، وتضمنت فعاليات اللقاء إقامة خمس جلسات، ناقش فيها نخبة من العلماء والأكاديميين والمختصين عددا من المحاور التي تسلط الضوء وتبرز جهود المملكة ونجاحها في التعامل مع أزمة كورونا وكيفية إدارتها في كل المجالات، سواء على الجانب الإعلامي أو الصحي أو الاجتماعي أو الغذائي.