تعتبر الأزمات من الأحداث المهمة والتي تترك في كثير من الأحيان آثارًا عميقة في مختلف جوانب الحياة والتعامل الإعلامي مع تلك الأزمات يعد أحد أهم العوامل الأساسية لنجاح أي منظومة في تجاوز تلك الأزمة، فتوعية الجمهور بتفاصيل الأزمة وتعريفهم بمضمونها والشفافية معهم في الحقائق المقدمة لهم تعد من العوامل المهمة التي تساعد المجتمع لتفهم الوضع ومعرفة الحالة وكيفية التغلب عليها وطمأنة المجتمع وبث روح الأمل لديهم ودحض الشائعات المختلفة ولم الشمل وصد أي محاولة لزعزعة الاستقرار أو أحداث بلبلة. الإعلام وقت الأزمات مختلف تمامًا عن الإعلام في الأوقات العادية فإعلام الأزمات لا يهدف لإبراز الإيجابيات وإخفاء السلبيات أو استعراض الإمكانات والقدرات وعرض الأفلام المكلفة والعروض المبهرة والتي تقوم بإنتاجها وإخراجها كبرى شركات الإعلام أو الدفع لبعض الشركات المتخصصة في وسائل التواصل الاجتماعية لرفع الهاشتاق ليكون ترندا قد يختفي خلال دقائق بل هو إعلام يتسم بالسرعة والمعرفة والوضوح والمصداقية وحضور الإحصاءات والأدلة والشواهد والعمق في الطرح والثقة في الإجابة على الاستفسارات والاعتراف بالأخطاء وتقديم الحلول السريعة لمعالجتها. ما نشاهده اليوم من نجاح باهر لوزارة الصحة في تعاملها الإعلامي مع هذه الجائحة يظهر جلياً أنها اعتمدت في سياستها الإعلامية على البساطة والمبادرة والوضوح والعفوية فلم تفكر كثيراً في الخطة الإعلامية ولم تبحث عن خبراء أو مختصين أو شركات إعلامية كبرى في التعامل مع هذه الأزمة إعلامياً بل اعتمدت على قدراتها وبادرت بتقديم متحدثها الإعلامي الدكتور محمد العبدالعالي والذي نجح بهدوء وحكمة في تعريف المجتمع بكافة تفاصيل هذه الجائحة وأصبح المصدر الرئيس المعتمد اليوم لأي معلومة إعلامية تتعلق بهذه الجائحة. لم يقتصر العمل الإعلامي على فريق عمل الوزارة فقط بل إن معالي الوزير بنفسه يقوم على رأس هذا العمل الإعلامي ويبادر بتقديم الكلمات المتعددة التلفزيونية والتي تشرح العديد من الجوانب المتعلقة بهذه الجائحة كما توضح العديد من الإجراءات ويقدم النصائح والإرشادات والإحصاءات ونتائج الدراسات المختلفة كما يبادر بطرح مختلف المسارات المتوقعة مستقبلاً والأسباب التي قد تؤدي اليها وهذا أمر مهم لتأكيد الشفافية والوضوح لأي سياسة إعلامية تتم خلال أي جائحة أو أزمة. لقد ساهمت المؤتمرات الصحفية اليومية والرسائل الإرشادية باللغات المختلفة وما تقوم الوزارة بنشره عبر حساباتها المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعية في تفنيد كل الأكاذيب وتوضيح كافة المعلومات غير الدقيقة ولم تحتكر تلك المعلومات لنفسها بل حرصت على توزيعها لكافة أفراد المجتمع دون أي مبالغة أو تهويل أو تعتيم مما ساهم في انتشار المعلومة الصحيحة والحقيقية على نطاق أوسع.