منذ بداية انتشار هذا الوباء العالمي بادرت المملكة العربية السعودية باتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية تدريجياً وذلك تبعاً لتطور أوضاع انتشار الفيروس في العالم، ولا تزال المملكة تواصل اتخاذ تلك الإجراءات الاحترازية يوماً بعد يوم وذلك في إطار تطويرها المستمر لجهود منع انتقال العدوى بفيروس كورونا الجديد ومحاصرته والقضاء عليه، ومن يتأمل في تلك الإجراءات يلمس جديتها وصرامتها ودقتها إضافة إلى ما تتمتع به من شفافية ووضوح. لم يكن سهلاً إعلان تعليق وقف العمرة من الخارج والداخل أو إعادة تنظيم الطواف حول الكعبة أو زيارة المسجد النبوي وكذلك تنظيم الصلوات، بل وفور ظهور أول الحالات المصابة بادرت بتعليق الدراسة وتعليق العمل في كافة الدوائر الحكومية في المحافظة التي ظهرت فيها الحالة وعزلها تماماً وبعد ذلك تم تعليق الدراسة في كافة مدارس ومؤسسات التعليم الجامعي والمهني في جميع مناطق المملكة حتى إشعار آخر، كما تم وقف وتأجيل معظم الفعاليات والملتقيات وغيرها من الأنشطة ووقف السفر إلى قرابة 39 دولة بما فيها دول الاتحاد الأوروبي والتي انتشر فيها الفيروس وكذلك وقف دخول القادمين من تلك الدول للمملكة وغيرها من الإجراءات الوقائية والاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة في المملكة العربية السعودية في إطار جهودها الحثيثة للسيطرة على فيروس كورونا الجديد ومنع انتشاره وحرصاً من الدولة -رعاها الله- على حماية جميع المواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم. البعض مازال يتعامل مع هذه الظروف الحرجة باستخفاف وتجاهل للإرشادات فيعتقد بأنه في إجازة للاستجمام والراحة فتعليق الدراسة بالنسبة لأسرته هو فرصة للاسترخاء فلا يحرص على توجيههم بالاشتراك في المدارس الافتراضية أو الدخول على القنوات التعليمية التي وفرتها وزارة التعليم للتعلم عن بعد، وفي نفس الوقت فإنه يسعى للخروج يومياً للتنزه ومخالطة الآخرين في المطاعم والمقاهي والأماكن العامة بل إن البعض قد يسعى لترتيب رحلة سياحية في حين إن نصائح وزارة الصحة تؤكد على أهمية عدم السفر لغير الضرورة وخصوصاً وأن من أكثر عوامل انتشار الفيروس هو تنقل الناس بين تلك الدول والتي قد لا يتمتع بعضها بنظام صحي قوي يتعامل مع ذلك الوباء العالمي بشكل جاد. ملازمة المنزل في مثل هذه الظروف لا تساهم فقط في حماية الأفراد أنفسهم بل وتساهم أيضاً في خفض مستوى انتشار الفيروس بين باقي أفراد المجتمع، فالبعض قد لا يعرف أنه مصاب وقد يلتقي بالعشرات أو المئات وينقل لهم الفيروس دون أن يعلم ولذلك فالأفضل أن نعمل على قصر أي خروج من المنزل على الضرورات وفي أوقات الأزمات والكوارث لا تنفع الحلول الوسط بل لابد من الحزم والالتزام والصبر على هذه الفترة إلى أن تنتهي بسلام.