اتخذت المملكة عدداً من الإجراءات الاحترازية لمنع وصول فيروس "كورونا" جاءت من منطلق دورها الريادي العالمي للحفاظ على الصحة العامة، وخبرتها في التعامل مع التجمعات البشرية، وإدارة الحشود، خاصة أن المملكة ذات تجربة رائدة فريدة من نوعها في إدارة أكثر من ثلاثة ملايين يقدمون للحج سنوياً في نطاق جغرافي وزمني محدد، وتعد مرجعاً للعالم في مجال صحة وإدارة الحشود، ولديها خبرات مميزة تلقت من خلالها الإشادات من العديد من المنظمات الصحية والدولية، فجاء قرار تعليق تأشيرات العمرة انطلاقاً من حرصها على سلامة الجميع، وهذا القرار سيخضع للمراجعة بشكل مستمر، على ضوء تطور فيروس "كورونا"، وسيكون قابلاً لتجميده في ضوء تقارير منظمة الصحة العالمية، فلم يكن قرار تعليق تأشيرات العمرة إلا حرصاً على سلامة المسلمين؛ لأن سياسة المملكة واضحة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبنائه - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بأنها بلد كل عربي ومسلم وبلد كل أبناء العالم ولمّ شملهم، فمن منطلق حرصها ومسؤوليتها تجاه جميع المسلمين الموجودين على أراضيها، وواجبها الأخلاقي تجاه سلامة جميع دول العالم التي يقدم منها المعتمرون، ولهذا جاء هذا القرار الذي يحرص على سلامتهم وسلامة الجميع، فقد سبق وأن تم تعليق قدوم حجاج من بعض البلدان ومنها الكونغو حفاظاً على سلامة الحجاج، وذلك بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية في يوليو 2019م تفشي الإيبولا وأصبح يشكل حالة طوارئ دولية، ولذلك بدأت بعض الدول ومنها تركيا من الوقت الحالي دراسة منع مواطنيها من حضور موسم الحج المقبل بعد أن تم اكتشاف إصابات بفيروس كورونا فيها، وجاءت المخاوف من ذلك باتخاذ خطوة الدراسة لمحاصرة انتشار المرض، وخطورة تفشيه في التجمعات البشرية، ولذا حرصت منظمة الصحة العالمية على الوقاية من العدوى ومكافحتها، في ظل حدوث أي إصابة، ولعل ما جاء في ذلك هو مطابق لهدف المملكة الأساسي لحماية المعتمرين، وتجنب حدوث ووصول "كورونا" إلى المشاعر المقدسة، والتي تكتظ بجنسيات مختلفة من شتى دول العالم، لأن كهذا الوجود البشري الكثيف والتنوع سيجعلان الفيروس حول العالم أمراً محتملاً، وذلك عند حدوث ووقوع أي إصابة يتم تسجيلها في الحرم لا قدر الله، فلم يكن هذا القرار كغيره من القرارات الأخرى التي وضحتها وزارة الخارجية في المملكة، فمن حرصها على أبناء الخليج أسوة بالدول الأخرى من العرب والمسلمين تم اعتماد الجواز بدلاً من الهوية الوطنية في سفر مواطني دول مجلس التعاون الخليجي بين دول المجلس، فهو كما بينت أنه احترازي للتأكد من عدم سفرهم إلى إيران أو أي دولة توجد فيها حالات مصابة بهذا الفيروس، مما يتسبب لا قدر بنقل المرض منها، ومن واجب حرص المملكة على كافة القادمين لها للحفاظ على سلامتهم، وكذلك على عدم وفود الفيروس، إضافة إلى حرصها على جاهزية كافة المعابر البرية والبحرية والجوية لمنع وفود هذا الفيروس، وأكدت أن المواطنين السعوديين في دول مجلس التعاون الخليجي الذين خرجوا بالهويات الوطنية يستطيعون العودة بالطريقة ذاتها، وكذلك الحال ينطبق على مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، ولذلك المملكة عندما علقت دخول القادمين من بعض الدول جاء من منطلق حرصها على عدم وفود فيروس "كورونا" إليها، وكذلك إلى أن الفيروس تفشى في هذه الدول، وعلى أثر ذلك بالرغم أن المملكة لم تسجل أي حالة إصابة بفيروس "كورونا" حتى وقتنا الحالي، جاء تصريح وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة قبل أيام ل"الرياض" بأن الاستعدادات كبيرة وهائلة لمواجهة هذا الفيروس، بل إنها مدت يد العون لمساعدة دولة الصين الشقيقة بدعمها لمواجهة هذا الفيروس، كل هذا يأتي من استشعار المملكة مسؤوليتها في حماية كافة أبناء الدول، وحماية المعتمرين القادمين من انتقال المرض إليهم، وخطورة تسجيل أي إصابة، أو تسرب أشخاص مشتبه بهم دون اكتشاف إصابتهم، نظراً لما تشهده العمرة من تجمعات بشرية هائلة، وأهابت الخارجية السعودية من حرصها على كافة أبنائها بعدم السفر إلى الدول التي تشهد انتشاراً لفيروس "كورونا" الجديد. من جانبه، أشاد الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي بالإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لمنع انتشار فيروس «كورونا المستجد»، حفاظاً على سلامة ضيوف الرحمن والمواطنين والمقيمين على أراضيها، في ضوء تطورات انتشار «فيروس كورونا المستجد» وظهور إصابات بالفيروس في عددٍ من الدول العربية والإسلامية، ووصول عدد المصابين بالفيروس حول العالم إلى (81) ألف حالة توفي منها (2769) حالة وفقاً لآخر بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية، وأعرب رئيس البرلمان العربي عن تقديره العالي ودعمه للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية والإجراءات الاستباقية والوقائية للحفاظ على أمن وسلامة المعتمرين والزوار، وتطبيقها أعلى المعايير الاحترازية انطلاقاً من حرصها الشديد للمحافظة على سلامة المعتمرين والزوار القاصدين زيارة مكةالمكرمة والمدينة المنورة، تماشياً مع المعايير الدولية ودعماً لجهود الدول والمنظمات الدولية، وعلى وجه الخصوص جهود منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار الفيروس والقضاء عليه. وثمن رئيس البرلمان العربي عالياً الخدمات والأعمال الجليلة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن تحت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، والعناية بعمارة الحرمين الشريفين وتسهيل أداء مناسك الحج والعمرة خدمةً لضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة من بقاع العالم كافة.