مع التطورات الحاصلة بشأن انتشار فيروس كورونا حول العالم فإن معظم النصائح والإرشادات والإجراءات الاحترازية والوقائية تؤكد على ضرورة تغيير أسلوب حياتنا والبعد عن أماكن التجمعات والازدحام، وعلى هذا الأساس تم اتخاذ العديد من القرارات وفي مقدمتها وقف العمرة في المسجد الحرام وزيارة المسجد النبوي إضافة إلى إلغاء معظم المناسبات التي تتطلب تجمعات في مختلف الجهات الحكومية وقيام وزارة التعليم بتعليق الدراسة في كافة مدارس وجامعات المملكة ووقف الجمهور من حضور المباريات كما قامت العديد من الوزارات بإلغاء وتأجيل عدد من الفعاليات في حين أوقفت وزارة الشؤون البلدية تقديم الشيشة في المطاعم والمقاهي وبادرت وزارة الشؤون الإسلامية بعدد من الإجراءات الوقائية المؤقتة والمتعلقة بتقليل المدة بين الآذان والإقامة في الصلوات وتقليل وقت الخطبة وقامت وزارة الداخلية بإيقاف رحلات السفر من وإلى عدد من الدول حول العالم وغيرها من الإجراءات الاحترازية والوقائية الهامة. بالرغم من كل تلك الإجراءات الاحترازية الضرورية وغيرها من القرارات المؤقتة والمهمة فإن الحياة يجب ألا تتوقف وأن تستمر في كافة المجالات، وعلينا ألا نستسلم ونركن للخمول والسكون والتجمد وحتى لو اضطر بعض الأفراد أن يقوموا بعزل أنفسهم فهذا لا يعني أن يختفوا من الوجود وأن ينقطع التواصل بهم ولا يكون لهم أي دور فالابتعاد عن الآخرين لا يعني الابتعاد عن الحياة، فهناك العديد من السبل والوسائل التي يمكن أن تساهم في استمرار الحياة دون احتكاك مع الآخرين أو تجاوز لتلك الإجراءات الاحترازية والوقائية، فكثير من الأمور يمكن أن يتم إنجازها والتعامل معها بما لا يتعارض مع تلك القرارات والأنظمة الجديدة خصوصًا وأن العديد من الجهات قد أسست لنفسها بنية الكترونية قوية مكنتها من إنجاز العديد من أعمالها عن بعد وساهمت في توفير الوقت والجهد على الكثير من المراجعين. الظروف الحالية أيضًا قد تكون فرصة مناسبة يمكن أن تساهم في تصحيح بعض العادات الخاطئة وبعض السلوكيات السيئة وتطوير بعض السبل لأداء وإنجاز الأعمال بل وقد تكون فرصة للاستغناء عن بعض الأمور والتي كنا نعتقد أنها ضرورية في حياتنا أو أساسية وهي ليست كذلك، فهذه الظروف كشفت لنا حقائق الكثير من الأمور خصوصاً وأنها قد أثرت على العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولازالت آثارها تجتاح مجالات أخرى يوماً بعد يوم ولا يمكن معرفة إلى أي حد يمكن أن تقف عنده. ظهور فيروس كورونا في حياتنا اختبار حقيقي ليس لنا فقط بل وللعالم أجمع حول كيفية التعامل مع الأزمات والكوارث والأوبئة وقد أظهرت المملكة العربية السعودية من أول يوم لانتشار ذلك الوباء تعاملاً جاداً وحازماً وبادرت باتخاذ العديد من الإجراءات والقرارات القوية والهامة للمحافظة على المواطنين وضمان سلامتهم.