لغة القرآن وفصح البيان، ووصف للكوكبين، والسبع الأراضين ومثيلتها من السماوات، عزيزة كعز قومها فما انبرى عنها عزها ولن يبرحها حتى تخرج الأرض أثقالها، جليلة المعاني عبقرية الأوصاف، لغة أهل الجنان، السلام فيها تحية اختارها رب العالمين لآدم عليه السلام وبنيه، وبها انزل العزيز الجبار كتابه على خير رسله العربي النبي الأمين وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن من قومها منها يستعير وبأعجم اللغات يستعين، وكل لغات العالم ستفنى إلا هذه اللغة فهي اللغة الخالدة. اللغة العربية تعلمها وتحدثها وكتابتها جزء من الجنان ونعيمها المخلد الخالد، فكيف لا تعشق وكيف لا يكتب فيها أشعار وقصائد ورثاء، لا يوجد على وجه العالمين لغة تباريها في حسن الصرف وإتقان النحو، وجمال البلاغة، وحلاوة التحرير، ولا يوجد لغة في العالم تستطيع أن تشرح ما في النفس سواها فهي النفس وفحواها ومعتقدها ومغزاها وسكونها وحراكها. واللغة العربية أقدم لغات العالم بها تحدث آدم عليه السلام فلذلك اسميها (اللغة الذاكرة) فهي ذاكرة التاريخ الكاملة، وبها أخبرنا رب العزة ما كان قبلنا، وما سيكون بعدنا وحتى نلاقي ربنا، بها وصف جنته سبحانه وبها وصف ناره، وبها أخبر عن أقوامًا قبلنا، فهي لغة عظيمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. العربية من عرب والعرب أطهر الخلق عرقًا وأعظمهم نسبًا ومكانة، فمنهم سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، لذلك كان لزامًا أن لغتهم أعظم اللغات على الاطلاق، فيا من منها يهرب وبغيرها يتعلثم وخاصة من تخصص بها فقد سمعت اليوم حوار بين أساتذة في اللغة العربية وكان بعض حديثهم باللغة الانجليزية فتحسرت على ما هم فيه وعلى شهاداتهم العليا بها وحال لسانها يقول: أنا العربية من أهلي قد شكوت، فقلت: كيف بمن ليس متخصصًا بها؟، مقالتي هذه للغة العظيمة ونصيحة مني لأبنائها.. حافظ عليها وعلمها أبنائك وبناتك واحرص على إدخالهم دورات بها، بها يعلمون دينهم جيدًا وبها يتعلمون تاريخهم جيدًا وبها تبنى العقول لا بغيرها.