تأثر الكثير من المسلمين في كثير من أنحاء العالم وهم يشاهدون المطاف حول الكعبة المشرفة في بيت الله الحرام خالياً من الطائفين خلال اليومين الماضيين، فلم يسبق للكثير من الآباء أو الأبناء أو حتى بعض كبار السن أن شاهدوا مثل ذلك المنظر، ولكن جاء ذلك الإجراء من أجل أسباب ضرورية وشرعية وعملية ولأخذ المزيد من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والتي تقوم بها المملكة العربية السعودية لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد في بيئة الحرمين الشريفين وخصوصاً بين الطائفين لتكون عبادتهم في بيئة مثالية ونموذجية وخالية من الأمراض والأوبئة. في مساء يوم الجمعة صدر أمر سامٍ كريمٌ من خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بالسماح بفتح المطاف للطائفين من غير المعتمرين اعتباراً من فجر يوم أمس السبت وذلك وفق الخطة المعتمدة، وبالرغم من الحاجز الاحترازي التي تم إنشاؤه في وقت قياسي ليعزل الكعبة ومقام إبراهيم عن الطائفين حرصاً على عدم ملامستهم للكعبة أو الحجر الأسود أو المقام وبالتالي انتقال أي فيروس لهم فإن مشهد عودة الطائفين للطواف حول الكعبة أدخل السرور والفرح والبهجة في نفوس الكثيرين بعد أن عاد الطائفون للطواف حول الكعبة. جهود جبارة وإجراءات احترازية وتدابير وقائية متعددة تقوم بها المملكة في كافة القطاعات من أجل صحة وسلامة ضيوف الرحمن ومن ذلك منع الاعتكاف والافتراش وإدخال الأطعمة والمشروبات وإغلاق مشارب زمزم، كما أعلنت في سياق آخر تعليق حضور المناسبات الرياضية المختلفة ابتداء من يوم أمس في حين ألغت العديد من الجهات المختلفة مناسباتها التي تشهد حضوراً جماهيرياً وكل ذلك سعياً للحد من انتقال الفيروس إلى الآخرين وخصوصاً في البيئات التي تشهد ازدحاماً وكثافة بشرية. نسأل الله أن يزيل هذه الغمة وأن ينهي هذه الأزمة وأن يحفظ الحرمين الشريفين وأن يديم هذا الطواف حول الكعبة مادامت السماوات والأرض وأن يجزي حكومتنا الرشيدة خير الجزاء على حرصها واهتمامها وسعيها على فرض الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا سواء عبر تعليقها للعمرة أو زيارة المسجد النبوي الشريف فجميعنا يرى بعض تلك الدول التي لم تقم بمثل تلك الاحتياطات مبكراً ولم تسعَ جاهدة في الحد من انتشاره كيف تفشى فيها ذلك الفيروس وهي اليوم تعاني كثيراً من ارتفاع أعداد الحالات المصابة يوماً بعد يوم وبالتالي ارتفاع أعداد الوفيات. إن تشديد تلك التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية سواء في الحرمين الشريفين أو في المنافذ أو داخل المنشآت الصحية وتعزيزها ومتابعتها أمر هام وضروري كما يجب على كافة أفراد المجتمع الالتزام باتباع النصائح والإرشادات التوعوية للتعامل مع ذلك الفيروس الجديد والتواصل مع مركز صحة 937 للاستفسار عن أي أمر يتعلق بذلك الفيروس.