شهدت إحدى الأمسيات الثقافية بجدة الأسبوع الماضي جدلاً حول قصيدة النثر بين من يرى أنها شعر جدير بالكتابة ومن قال: إنها ليست شعراً ومن لا يكتب القصيدة العمودية ليس بشاعر. وأقام منتدى عبقر الشعري بنادي جدة الأدبي الثقافي الأسبوع الماضي محاضرة بعنوان (مناقشات حول إيقاع الشعر) ألقاها الدكتور راشد القثامي وأدار الأمسية الدكتور عبدالله غريب. وتحدث الدكتور راشد حول إيقاع الشعر تاريخيًا وتطوره من الشعر الجاهلي الى الشعر الحديث ومن ظهور الحداء الى ظهور الاوزان الشعرية واكتمالها ونضجها وعرض القثامي أغلب الآراء في ذلك وأبان ميله إلى رأي القائلين بأن الأوزان لا بد لها من تراكمات طويلة في اللغة وما للغة العربية من ارتباط باللغة السامية الأم. وعرض القثامي بعد ذلك لمشكلة التصنيف وتأرجح علمي العرووض والقافية بين العلوم اللغوية والأدبية وتنازعه بينهما وذهب القثامي إلى ترجيح ارتباط علم العروض والقافية بعلم الصرف ووزن الكلمات صرفيا، وأثار حديث القثامي عن ولادة قصيدة النثر في السبعينيات الميلادية والتنازع الحاصل في تصنيفها مداخلات الحضور بين مؤيد لها ولتسميتها وبين رافض لتصنيفها ضمن الشعر وفنونه حيث قال د. عبدالله غريب: من لا يكتب القصيدة العامودية ليس بشاعر وقصيدة النثر ليست بشعر، وفاجأ الدكتور القثامي الحضور بأنه يكتب قصيدة النثر وله تجربة شعرية فيها، كما أشارت الشاعرة نجلاء رسول لرأي سوزان بيرنار في إيقاع الشعر وقولها: إن الكتابة الشعرية تشبه الكتابة بلون مصقول وأبانت اتفاقها مع رأي الدكتور القثامي. وتحدث القثامي بعد ذلك عن ظهور الشعر الحديث وذهب إلى عدم أهمية قضية الأولوية والتحول الكبير في إيقاع الشعر في مستوييه النقدي والابداعي. وفي ختام الأمسية كرم رئيس منتدى عبقر الشعري الشاعر عبدالعزيز بن حمود الشريف الدكتور راشد القثامي ومقدم الأمسية الدكتور عبدالله غريب والإعلامي والشاعر عامر الجفالي لجهوده البارزة في خدمة النادي. واختتمت الأمسية بتوقيع الدكتور راشد القثامي كتابه (تلقي النقاد المعاصرين لنظرية الإيقاع الشعري في النقد القديم).