قضت محكمة مغربية بالحبس عامين ونصف عام بحق مدون بسبب فيديوهات اعتبرت مسيئة، بحسب ما أفاد دفاعه اليوم الأربعاء. وصدرت عدة أحكام مماثلة في الفترة الأخيرة بحق نشطاء على خلفية منشورات على الإنترنت. وحكم على المدون رشيد الطاهري (39 عاما) في مدينة سطات (غرب) بالسجن عامين ونصف عام والغرامة 20 ألف درهم (نحو 2000 دولار)، لإدانته بتهم منها "إهانة مؤسسات ورموز الدولة" و"إهانة علم المملكة"، بحسب ما أوضح محاميه رشيد ملزوزي. وكان الطاهري، الذي يعمل سائق حافلة، يبث فيديوهات على موقع يوتيوب يدين فيها "الفقر" و"الفساد". ولوحق إثر شكوى ضده من جمعية "حركة الشباب الملكي"، وفق محاميه. وقالت منظمة العفو الدولية الأسبوع المنصرم إنها وثقت حالات ما لا يقل عن عشرة نشطاء اعتقلوا ودينوا ب"أحكام قاسية" منذ نوفمبر، لوحقوا بتهم الإساءة لمؤسسات دستورية وإهانة موظفين عموميين، داعية للإفراج عنهم. واعتقل هؤلاء في مدن مختلفة بسبب تدوينات أو فيديوهات على الأنترنت يدينون فيها "الفقر" و"الفساد"، وتتضمن انتقادات للملك محمد السادس أو شتائم واتهامات. ومن هؤلاء المدون محمد السكاكي الذي أكد القضاء أمام الاستئناف الثلاثاء سجنه 4 سنوات في سطات. في المقابل، خفضت محكمة الاستئناف بأكادير حكما في قضية أخرى بحق ناشط من السجن 6 أشهر إلى السجن شهرين ونصف شهر، بحسب وسائل إعلام محلية. وأثارت هذه المحاكمات انتقادات نشطاء حقوقيين بالمغرب، بينما دافعت السلطات عن قانونيتها مؤكدة التمييز بين التعبير الحر وارتكاب جنايات يعاقب عليها القانون. كما أثار اعتقال الصحافي والناشط الحقوقي عمر الراضي (33 عاما) أواخر العام الماضي بتهمة "ازدراء القضاء" بسبب تغريدة على تويتر، انتقادات واسعة لدى فئات مختلفة، قبل أن يقرر القضاء الاستمرار في ملاحقته بعد الإفراج عنه. وتستأنف محاكمته في مارس.