قال ريتشارد غرينيل، السفير الأميركي بألمانيا، في مقال نشر على موقع «بوليتيكو»، إن التطورات الأخيرة تظهر أن الحكومة الألمانية على استعداد للاستجابة لطلب البرلمان الألماني، والذي دعاها نهاية العام الماضي، إلى حظر حزب الله، لحرمان وكيل الإرهاب الإيراني من القدرة على التخطيط، وتجنيد الأتباع، وجمع الأموال على الأراضي الألمانية. وأضاف غرينيل أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يحذو نهج البرلمان الألماني، وأن يتم إدراج حزب الله في مجمله كمنظمة إرهابية. تمييز مصطنع وخاطئ ويأتي تحرك برلين في أعقاب استمرار الشلل في بروكسل، حيث لا تزال بعض الدول الأعضاء تدافع عن شرعية حزب الله، بالنظر لدوره السياسي في لبنان. ويحافظ الاتحاد الأوروبي بالتالي على تمييز مصطنع بين «الجناح السياسي» لحزب الله، و»الجناح العسكري»، وذلك تقسيم لا تعترف به المجموعة الإرهابية نفسها. أما نية الاتحاد الأوروبي المعلنة لخلق هذا التمييز الخاطئ فهي الحفاظ على قناة مفتوحة مع حزب الله وممثليه في الحكومة اللبنانية. قطع شرايين الحياة إن حظر حزب الله على مستوى الاتحاد الأوروبي ضروري لحرمانه من شبكات التجنيد الشاسعة، وجمع الأموال الأوربية الضخمة التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة. ولن يحرم مثل هذا الحظر بروكسل من قناتها المفتوحة مع الحكومة اللبنانية، إذ تدرج كل من هولندا والمملكة المتحدة، وكندا، والولاياتالمتحدة ودول أخرى حزب الله كمنظمة إرهابية، وفي نفس الوقت تحتفظ كل منها بعلاقة قوية مع لبنان. شبكات حزب الله الإجرامية وفي الواقع، يتلقى لبنان مساعدات أجنبية من الولاياتالمتحدة أكثر من أي دولة أخرى في العالم. وتسمية حزب الله كمنظمة إرهابية لا يضر بالعلاقات الأميركية اللبنانية، لكنه يمكّن الولاياتالمتحدة من تعطيل الشبكات الإجرامية الدولية التي تساعد في تمويل دعم حزب الله لنظام الأسد والحرس الثوري الإيراني. يد واحدة لا تصفق ويختتم غرينيل مقالته قائلا: إن الولاياتالمتحدة حازمة في جهودها لوقف انتشار إرهاب حزب الله، لكن لا يمكننا احتواء التهديد بمفردنا. وكما هو الحال مع التحديات المماثلة، تحتاج الولاياتالمتحدة إلى دعم حلفائها الأوروبيين.