قرر الاتحاد الاوروبي ادراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني على قائمة المنظمات الارهابية مع «مواصلة الحوار» معه حيث يلعب الدور الأكبر على الساحة اللبنانية. وبذلك تصعد دول الاتحاد الأوروبي اللهجة حيال حزب الله الذي زج بقواته في حرب سوريا لكنها لم تذهب الى حد اعتبار كل حزب الله منظمة ارهابية على غرار الولاياتالمتحدة التي تعتبر انه من المستحيل التمييز بين جناحيه العسكري والسياسي. واكد وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس في بيان انه «من الجيد ان يقرر الاتحاد الاوروبي تسمية حزب الله بما هو فعلا: منظمة ارهابية». واضاف «اجتزنا مرحلة هامة اليوم بمعاقبة الجناح العسكري من خلال تجميد ارصدته وبلبلة تمويله وبالتالي الحد من قدرته على التحرك». واعتبر تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله الاثنين ان ادراج الاتحاد الاوروبي للحزب على لائحته للمنظمات الارهابية يعني ان «اسرائيل أخضعت الاتحاد الاوروبي لارادتها»، بهذا القرار. وأعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن امله في ان يعيد الاتحاد الاوروبي النظر في قراره. وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان نجيب ميقاتي تمنى لو ان دول الاتحاد الأوروبي اجرت «قراءة متأنية اضافية» قبل اصدار قرارها الاثنين. في المقابل، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان «ارحب بقرار الاتحاد الاوروبي اعتبار حزب الله منظمة ارهابية واشكر قادة الدول الاوروبية». كما رحب وزير الخارجية الامريكي جون كيري ب «الرسالة القوية» التي وجهها الاتحاد الاوروبي إلى حزب الله ومفادها أنه «لا يستطيع التحرك والافلات من العقاب». واضاف «في وقت ضاعف حزب الله دعمه لنظام الاسد الوحشي (في سوريا) ويعمل لتوسيع نفوذه عبر المشاركة في شكل اكبر في منظمات اجرامية دولية وفي مؤامرات ارهابية في انحاء العالم، فان عددا متزايدا من الحكومات (باتت) تصنف حزب الله كمنظمة ارهابية خطيرة تزعزع الاستقرار». ويستند قرار الوزراء الذي يمثل توافقا سياسيا ينبغي ترجمته قانونيا ليدخل حيز التنفيذ، الى «ادلة» على ضلوع جناح حزب الله العسكري في اعمال عنف وقعت على الاراضي الاوروبية، في اشارة الى هجوم اوقع سبعة قتلى بينهم خمسة اسرائيليين في بورغاس ببلغاريا في 18 تموز/يوليو 2012. ويشير الاوروبيون ايضا الى الاعداد لهجمات ضد مصالح اسرائيلية في قبرص. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه «بادراج حزب الله على لائحة الكيانات الارهابية، يقوم الاتحاد الاوروبي بمطابقة القانون على الوقائع». لكن وزراء الخارجية الاوروبيين المجتمعين في بروكسل أكدوا عزمهم على «مواصلة الحوار» مع كل الاحزاب السياسية اللبنانية بما فيها حزب الله. وشددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون على تمسك الاوروبيين بلبنان «مستقر وآمن» رغم التداعيات السياسية والانسانية للنزاع السوري. وسيؤدي ادراج حزب الله على لائحة المنظمات الارهابية الى تجميد اموال ومنع اشخاص من الحصول على تأشيرات دخول الى اوروبا. لكن تطبيق القرار يبدو معقدا لانه «من الصعب جدا تحديد اعضاء الجناح العسكري»، على حد قول وضاح شرارة استاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية ومؤلف كتاب «دولة حزب الله». وقال ل «فرانس برس»: «نعرف منهم ربما 20 شخصا لكنهم في الجهاز الامني وليس العسكري، وهو الاكثر فاعلية والاخطر لدى حزب الله». وتابع ان «القيود ونقاط الالتباس في قرار الاتحاد الاوروبي تترك هامشا كبيرا لهذا الحزب بينما يستطيع التقدم دائما مقنعا ويملك بدائل كثيرة للتحرك». وجاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية بعيد استقبال الرئيس ميشال سليمان لرئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي لدى لبنان انجلينا ايخهورست، ان الرئيس اللبناني استوضح المسؤولة الاوروبية «حيثيات وخلفيات القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري الاوروبي بإدراج ما اسماه +الجناح العسكري+ لحزب الله على اللائحة الاوروبية للارهاب». واضاف البيان «اعرب الرئيس سليمان عن الامل في ضوء ما اطلع عليه، في ان يعيد الاتحاد النظر في قراره، من منطلق الحرص على عدم اتخاذ قرارات متسرعة وصون الاستقرار في لبنان وتثبيت الخيارات الاساسية التي تبحث في اطار هيئة الحوار الوطني وتتناول بشكل اساسي مندرجات اعلان بعبدا والتصور الرئاسي للاستراتيجية الوطنية للدفاع». وصدر اعلان بعبدا في 11 حزيران/يونيو 2012 عن اجتماع برئاسة سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا (قرب بيروت) ضم ممثلين للاطراف السياسية المختلفة في لبنان في اطار ما يعرف بهيئة الحوار الوطني. ونص الاعلان على «النأي بالنفس» عن النزاع السوري ورفض تدخل اي طرف في هذا النزاع خشية حصول تداعيات على لبنان ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة. الا ان الكشف قبل اشهر عن مشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام في سوريا زاد من حدة التشنج السياسي والامني في لبنان.