قال تعالى في محكم التنزيل (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ).. وليس هناك شك من وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو طريق لمحبة الله عز في علاه. وهناك المحبة العاطفية وهي ما نقصت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم اكتملت واكتمل بها إيمانه والدليل الحديث الوارد (كنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شيءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ). نحن بشر نخطئ ونصيب ونتبع الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأهمُّ وأسمى اتِّباعٍ هو الاتّباعُ في التوحيد وكمال الإيمان والبعد عن الكفر والشقاق والنفاق، أما الذنوب فلسنا أنبياء وهم من لهم العصمة وسيدهم سيدنا المجتبى صلى الله عليه وسلم، فقد قالت سيدتنا عائشة رضي الله عنها تصفه «إنه قرآن يمشي على الأرض»، فياله من وصف نستشف منه أنه بشر ليس ككل البشر في كل شيء بشر معصوم مكرم من الإله الكريم بالحفظ والصون حتى عن صغائر ولمم الذنوب. مصادر التشريع في ديننا الحنيف الإسلام الكتاب الكريم والسنة الثابتة الصحيحة، لذا المحبة نوعان اتباع قدر المستطاع وإن كانت هناك ذنوب لا تصل الى الكفر والنفاق فقد قال الله تعالى واعداً بغفرانها لمن يشاء من الموحدين (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيماً) بل إن الله عز في علاه وعد المسرفين على أنفسهم بالذنوب بالغفران حال التوبة فقد قال جل جلاله (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). وليس هناك شك في اتباع سيدنا عمر بن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم منذ إسلامه حتى لحظة الحديث الوارد في عدم كمال إيمانه الذي اكتمل بكمال المحبة التي تنقصه ولم تكن تنقصه محبة الاتباع بل كان نقصان إيمانه في المحبة العاطفية التي غلبت محبته فيها نفسه إلى أن فضل محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم على نفسه والعاطفة عليها فاكتمل ايمانه. دعائي لي وللقارئ اللهم كمِّل إيماننا بك جل جلالك وبمصطفاك صلى الله عليه وسلم واملأ نفوسنا وجوارحنا وعواطفنا وأجسادنا محبة إجلال وتعظيم لك يا عزيز ياغفار وبمحبة الاتباع ومحبة العاطفة لحبيبك صلى الله عليه وسلم بما يرضيك عنا. • من صيغ الصلاة على النبي المجتبى الحبيب سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه كما وردت في الأحاديث الشريفة ما قال به عبدالله بن مسعود رضي الله عنه «اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد». وللعلم لم أضع كلمة (سيدنا) قبل اسمه صلى الله عليه وسلم لأني أنقل نص الأحاديث ولكن من الأدب وكماله تسييده صلوات ربي عليه، وقال البعض من العلماء «ينبغي ذلك حتى في التشهد»، والبعض قال بتسييده صلى الله عليه وسلم إلا في التشهد في الصلاة. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.