قال عز في علاه عن نبيه صلى الله عليه وسلم " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا" { 110 } الكهف . وقال عنه تعالى أيضا " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما" { 40 } الأحزاب . وفوق هذا هناك من يتجرأ ويقول عنه صلوات ربه وسلامه عليه بشر ولا فرق بيننا وبينه والله قال بشر مثلكم يوحى إليه والفرق واضح جلي بشر فطر وجبل على أن يوحى إليه أعلى درجات البشرية وأسمى رسالة تلقاها وبهذا تسيد صلى الله عليه وسلم على البشرية كلها بل هو سيد الأنبياء والمرسلين وخاتمهم فقد قال وعلينا السمع والطاعة والتصديق " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع ومشفع بيدي لواء الحمد تحتي آدم فمن دونه" رواه الحاكم وأبن حبان وغيرهما . ويكفيه أن الله جل جلاله يصلي عليه وامرنا بالصلاة عليه وهي دعاء لنا ومكسب لآن الله غني عن الكون أجمعين وأغنى نبيه عليه صلوات ربه به جل في علاه " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" { 56 } الأحزاب . وأذيته صلى الله عليه وسلم برفع الصوت فيها إحباط للعمل فكيف بمقارنته صلى الله عليه وسلم بنا " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" { 2 } الحجرات . كيف لا تكون له هذه المنزلة العظيمة والله جل في علاه خاطبه بقوله " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا" { 45 } الأحزاب . وامرنا سبحانه وتعالى باتباعه ولن تكون محبة من العلي القدير بدون اتباعه ومحبته صلى الله عليه وسلم " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" { 31 } آل عمران . وهو صلى الله عليه وسلم من كان تكوينه البشرى ملائم لرسالته والدليل في إسراءه إلى حيث لا يستطيع غيره " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" { 1 } الإسراء . ولن يكون هذا لغيره لأنه نفذ من أقطار السماوات والأرض " يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان" { 33 } الرحمن . وامرنا بمحبته . ومحبته اتباعا وعاطف هي من كمال الإيمان فقد قال صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" رواه الشيخان بل يجب أن تتغلب محبته على حب الذات والوالد والولد وحتى الصحابة لم يكتمل إيمانهم إلا بأعلى درجات المحبة والاعتزاز . فعن عبد الله بن هشام أبو عقيل عن جده قال " كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال عمر والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك قال عمر فأنت الآن والله أحب إلي من نفسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر" رواه الحاكم وأحمد ويجب تمني رؤيته صلى الله عليه وسلم " يأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله" رواه الشيخان اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم ورؤيته نبيك عليه افضل الصلاة والتسليم . خاطرة في المقال حببناك وأنت رسولنا وما عبدناك حببناك أراد الله وما رأيناك أسامة بن حمزة بن عجلان الحازمي