وصلت أعداد المتظاهرين الذين شاركوا في الاحتجاجات التي عمت المدن الإيرانية على مدى 3 أيام إجمالاً إلى 87400 شخص، بحسب ما أفادت به وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، مضيفة أن الاحتجاجات هي الأعنف مقارنة باحتجاجات عام 2017. الوكالة قالت أيضاً إنه تم اعتقال ما يقرب من 1000 شخص في احتجاجات إيران حتى الآن، وأشارت إلى وجود ما اعتبرته عناصر مندسة بين المتظاهرين، مؤكدة أيضاً أنه تم مهاجمة أكثر من 100 مصرف خلال الاحتجاجات. وأشارت وكالة «فارس» إلى أن الاحتجاجات امتدت إلى 100 مدينة وبلدة إيرانية ولكن يرفض الناشطون إحصائية الوكالة التابعة للحرس الثوري ويقولون إن الأرقام أضعاف ذلك. وشهدت العاصمة طهران مظاهرات ليلية تخللتها مواجهات مع قوات الأمن وقطع طرقات من قبل المتظاهرين. وأطلق متظاهرون شعار الموت للدكتاتور، وأضرموا النيران في وسط العاصمة الإيرانيةطهران، احتجاجاً على رفع أسعار البنزين. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات قالوا إنها لتظاهرات خرجت في مدينة أصفهان ليلاً وحاولت قوات الأمن تفريقها بإطلاق الرصاص الحي. كما تداول ناشطون مقطع فيديو مصوراً يظهر اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين في مدينة شيراز. وهدد وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، المحتجين بتحريك قوات الأمن لاستعادة الهدوء، إذا استمرت الأعمال المخلة بالأمن وراحة المواطنين. وأشار إلى أنه تم التعامل مع الاحتجاجات بضبط النفس حتى الآن، بحسب تعبيره. تصريحات وزير الداخلية جاءت بعد أن هددت وزارة الاستخبارات الإيرانية بالتعامل بقوة مع أي «إخلال بالقانون»، وأنها لن تدخر جهداً في حماية الأمن القومي الإيراني، بحسب تعبيرها. أمريكا : الشعب الإيراني مستاء من جهته، ندد البيت الأبيض باستخدام السلطات الإيرانية لما وصفها ب»القوة المميتة» ضد المتظاهرين في إيران وفرض قيود صارمة على الاتصالات. في السياق ذاته، قال براين هوك، المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، إن الشعب الإيراني مستاء من النظام الحاكم، وإن الاحتجاجات على الارتفاع الحاد في أسعار البنزين أحدث مثال على ما يشعرون به من ظلم. وخلال لقاء على شاشة «الحدث»، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورجان أورتاغاس، على أن النظام في إيران هو المسؤول عن الاحتجاجات الشعبية التي خرجت ضده، مشيرة إلى أن هذه الاحتجاجات أكبر بكثير من موضوع رفع أسعار البنزين. زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، بدورها أكدت في كلمة لها على أن النظام الإيراني يتصور عبثاً أنه يستطيع بالقتل والاعتقال إيقاف عجلة الانتفاضة، مضيفة أن الشعب الإيراني والمقاومة عقدوا العزم على الإطاحة بهذا النظام وإقامة السلام والديمقراطية والسلطة الشعبية في إيران. وطالبت رجوي في كلمتها المجتمع الدولي، وخاصة الولاياتالمتحدة، بدعم مطالب الشعب الإيراني لإسقاط النظام وتحقيق الحرية والديمقراطية في إيران. قطع الإنترنت للتعتيم على قتل المتظاهرين أفادت مصادر مطلعة من داخل إيران أن السلطات تستمر بقطع الإنترنت ومنع وسائل الإعلام من تداول الأخبار للتعتيم على عمليات القتل الواسعة وقمع الاحتجاجات والاعتقالات الجماعية للمتظاهرين بهدف إخمادها. هذا وقدرت إحصائية شركة «نت بلاكس» لخدمات الإنترنت أن خسائر إيران من قطع الإنترنت 369 مليون دولار يوميا. وبينما أفادت منظمات حقوقية بأن عدد القتلى بلغ 40 متظاهراً، ذكر ناشطون أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير في ظل حجم القمع وإطلاق النار الذي تقوم به قوات الأمن ضد المتظاهرين في أغلب المدن المنتفضة. هذا وتتزايد التقارير حول عدد الإصابات والاعتقالات في الاحتجاجات الإيرانية منذ ليلة السبت، وسط تعتيم إخباري واسع الانتشار في البلاد منذ 40 عامًا من عمر نظام ولاية الفقيه.