انطلق بالأمس في الرياض منتدى دافوس الصحراء «مبادرة مستقبل الاستثمار» في نسخته الثالثة، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، ورئاسة ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله-، ويعود تاريخ بداية هذا المنتدى لعام 2017م، حيث بدأ في مناقشة خارطة طريق الاستثمار بعيداً عن النفط في إطار رؤية 2030، ونجح في نسختيه الماضيتين، وها هو يُواصل تحقيق الأرقام المميزة من خلال عدد الحضور والمشاركين الذين يتوافدون في كل عام من كل أنحاء العالم، ليتعرَّفوا على الفرص الاستثمارية الضخمة، وذلك من خلال اجتماع القادة والمختصين من مختلف أنحاء العالم مع بعضهم البعض، للتعاون فيما بينهم لتنويع الفرص وتدفّقها، وإيجاد تعاون وشراكات مختلفة لصالح مجتمعاتهم. في هذا العام يشارك في المنتدى 300 متحدث من 30 دولة وبشراكة 49 شريكاً عالمياً وإقليمياً، كما أكد جضور المنتدى 6000 مشارك، جاءوا ليبحثوا مستقبل عالم الأعمال، وذلك عن طريق نماذج مبتكرة للاستثمار تُسهم في ضمان العوائد المالية، كما يناقش المنتدى التطوُّر التقني، وأهمية وضع النظم والسياسات التي تُعزِّز استدامة النمو المستقبلي للقطاع، إضافةً إلى مناقشة أوضاع المجتمع المُتقدِّم كأساس ومُحرِّك للتنمية، والتحديات التي تُواجه الاقتصاد العالمي، وكيفية الوصول إلى الأهداف التنموية، واستعراض التجارب الدولية، مثل تجربة الصين والهند في مجالات تمكين المرأة، والتحديات المالية، والحلول الابتكارية في أسواق المال. يأتي المنتدى في نسخته هذا العام مختلفاً عن الأعوام السابقة، ففي حين كان المشاركون في النسخة الأولى من أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا والشرق الأوسط، جاءت نسخة هذا العام بتنوع أكبر لتشمل اليابان وروسيا وإفريقيا، كما بلغ عدد المشاركين ضعف المشاركين في النسخة الأولى، وبعد أن كانت تلك المبادرة مؤتمراً سنوياً، فقد أصبحت اليوم مؤسسة (مبادرة مستقبل الاستثمار)، لتصبح مركزاً للتعاون والفكر العالمي بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030. نقلة كبرى يشهدها المنتدى هذا العام، سواء بالنسبة لنوعية الموضوعات المطروحة، أو ورش العمل التي ستُعقد، والتي ستشمل النقاش في موضوعات الساعة، كتطوير المدن ومستقبل الطاقة، والمناخ والصحة، والبيانات والغذاء، والتنقل والسفر... وغيرها من الموضوعات المختلفة، والتي من شأنها أن تساهم مع مجموعات الشركاء الثلاثة، والمختصين في التقنية والمعرفة ومستقبل الاستثمار، في إخراج نموذج لحدث عالمي لا يمكن تكراره. إنها فرصة عظيمة لجيل اليوم أن يتعرَّف على حقيقة ما هو متوقع للاستثمار والاقتصاد العالمي، خصوصاً في ظل العديد من الشائعات التي تُحذِّر من حدوث كساد اقتصادي عالمي قادم، بحيث تساهم مثل تلك المنتديات والتي لم تكن تُنظَّم في الماضي بهذا المستوى العالمي، في أن تضع النقاط على الحروف، وتُجيب على كثير من الاستفسارات والتساؤلات المرتبطة بالاقتصاد العالمي.