الاستقرار والاستثمار الآمن والاقتصاد القوي والمكانة المميزة للمملكة العربية السعودية بين دول العالم، كان العنوان الأبرز لمنتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي اختتمت فعالياته الأسبوع الماضي في الرياض. دافوس الصحراء الذي استضافته المملكة بحضور أكثر من 3500 ضيف، بينهم رؤساء دول ووزراء ورجال أعمال ومديرون تنفيذيون لشركات عالمية كبرى، وخبراء في الاقتصاد العالمي يمثلون 88 دولة من مختلف أنحاء العالم، وناقشوا الفرص المتاحة والتحديات التي ستشكل وجه الاقتصاد العالمي والمناخ الاستثماري على مدى العقود المقبلة. هذه المبادرة تمثل منصة عالمية أساسية تهدف إلى تشجيع التواصل بين المستثمرين والمبتكرين على مستوى العالم، إضافة إلى قادة القطاعات الاقتصادية والمهتمين بالاستثمار وتمكينهم من الاطلاع على مستجدات الاستثمار العالمي والفرص المتاحة للاستثمار والتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي. وأثناء الجلسات وورش العمل تم مناقشة العديد من الموضوعات حول مستقبل الاقتصاد العالمي واتجاهات الاستثمار في قطاعات الطاقة والبنى التحتية إضافة إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتات والقطاعات النامية الجديدة. نتج عن المشاركة توقيع اتفاقيات وبناء تحالفات مع المملكة في مختلف المناشط الاقتصادية والاطلاع على المشروعات والفرص المتاحة. المنتدى حظي بتغطية إعلامية عالمية موسعة، يؤكد المكانة المميزة للمملكة العربية السعودية ويعطي ثقة للمستثمر الأجنبي بمتانة وقوة الاقتصاد السعودي وحجم الفرص الكبيرة المتاحة للدخول في استثمارات آمنة ومجزية. وما يؤكد نجاح هذه المبادرة هو توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع شركات وكيانات عالمية كبرى وبقيمة تجاوزت 60 مليار دولار ما يعادل 225 مليار ريال تقريباً للاستثمار في المملكة. وشملت هذه الاتفاقيات التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والإسكان والبنى التحتية والترفيه والذكاء الاصطناعي وبناء تحالفات وتعاون مشترك مع هذه الجهات العالمية والتي ستتولى الإشراف على تنفيذ هذه المشروعات. وقد أضفى حضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، وحديثه في المؤتمر الكثير من الاطمئنان والثقة بالاقتصاد السعودي، ونموه وتطوره خلال السنوات الثلاث الماضية، وظهور مؤشرات النجاح لتحقيق رؤية المملكة 2030. ومما ذكر سموه عن الاقتصاد السعودي قوله: إننا مستمرون في تطوير بلادنا، ولن يوقفنا أحد، وقال خلال كلمته: إن الأرقام تتحدث والعام المقبل سيتم اعتماد ميزانية فوق تريليون ريال. وأضاف أن حجم صندوق الاستثمارات العامة للعام الحالي تجاوز 300 مليار دولار، ونتوقع في نهاية العام أن نكون قريبين من 400 مليار دولار وهو هدف العام 2020 للوصول إلى 2 تريليون ريال في 2030، والإيرادات غير النفطية ارتفعت 3 مرات خلال السنوات الثلاث الماضية. هذا المنتدى يعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم اقتصادات العالم مع توفير المناخ الاستثماري الملائم، وسينعكس داخلياً على تطوير المشروعات وإتاحة الفرص الاستثمارية وخلق فرص العمل وتوطين الوظائف لأبناء المملكة. Your browser does not support the video tag.