وصف ليبيون تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا بأنها تنم عن عقلية "استعمارية" وطالبوا الأممالمتحدة بالتدخل. وكان الرئيس التركي يتحدث في منتدى باسطنبول عن حق بلاده في التواجد بدول من بينها سوريا وليبيا، قائلا: "تركيا لا تتحمل مسؤوليتها في موقعها وجغرافيتها فقط، وإنما في كل أنحاء العالم، ونستخدم كل القدرات الموجودة، ولهذا السبب نحن في سوريا، ولهذا السبب نحن في أفريقيا وليبيا والبلقان وأفغانستان، في جميع أنحاء جغرافيتنا القديمة، لهذا السبب نستجيب لمن يمدوا لنا أياديهم". وردا على هذا التصريحات، قال مجلس مشايخ ترهونة، إن أردوغان أدلى بتصريحات ادعى "فيها حقه المزعوم في بلادنا ليبيا" ضمن ما يعتبره "جغرافية سلطنتهم العثمانية القديمة". وأضاف البيان أن الإرث العثماني "لا نذكره سوى بالدم والفقر والجهل والضرائب واسللب والنهب ودك القرى بالمدافع". ورأى المجلس أن تصريحاته "تكشف عن حقيقة تواجد تركيا في المنطقة العربية". ودعا المجلس القبائل الليبية إلى "أن تدرك حقيقة ما يجري على الساحة الليبية من دعم تركي لجيشها في طرابلس المتمثل في الدواعش والقاعدة والإخوان في ظل حكم حلفاء تركيا من بقايا السلطة العاجزة وغير الشرعية في طرابلس". وفي بيان مشابه، وجهت مجموعة "أبناء ليبيا" احتجاجا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، من خلال المبعوث غسان سلامة، ردا على تصريحات الرئيس التركي. وقال البيان الذي وقعه عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والنشطاء إن تصريحات أردوغان ما كانت "لتصدر عنه لولا بقايا السلطة الحاكمة في طرابلس". واتهم البعض أردوغان بأنه يقدم معلومات تاريخية مضللة، لأن معاهدة "أوشي" التي وقعت بين إيطاليا والدولة العثمانية (تركيا) إثر الحرب العثمانية الإيطالية (1911-1912) تم بموجبها انسحاب الدولة العثمانية من ليبيا. وكتبت "نجوى" على يوتيوب: "أردوغان لا يعرف التاريخ. الدولة العثمانية تنازلت علي ليبيا إلى إيطاليا في معهدة أوشى سنة 1912 وتركت الشعب الليبي يواجه الاستعمار الإيطالي بلا سلاح ولا عتاد".