شهدت مدينة صور اعتداءات عنيفة منذ صباح أمس من قبل مناصري حركة أمل الذين خرجوا إلى الشارع في تظاهرة مسلّحة مؤيّدة لرئيس مجلس النواب نبيه بري في مواجهة تظاهرة أهالي المدينة واعتدوا عليهم بالأسلحة والضرب بالعصي، وطردوا مراسلى القنوات الفضائية إلى خارج المدينة. يأتي هذا فيما ساد هدوء حذر العاصمة اللبنانيةبيروت ومدن أخرى صباح أمس، مع تراجع حدة المظاهرات التي تخللتها اشتباكات على مدار اليومين الماضيين، وسط دعوات للتظاهر لليوم الثالث على التوالي، وبقيت طرق معظم المدن والبلدات مقطوعة، إذ لا تزال الطرق المؤدية إلى المطار الدولي مقطوعة بالإطارات المطاطية المشتعلة، مما يعيق حركة المسافرين ذهابًا وإيابًا، وأقفلت المصارف والمدارس أبوابها في جميع أنحاء لبنان، كما هو حال معظم المؤسسات التجارية، لا سيما في العاصمة بيروت، ولم يغادر المعتصمون ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت، على الرغم من استخدام قوات الأمن القوة لتفريقهم الليلة قبل الماضية، واعتدى متظاهرون على الممتلكات العامة والخاصة، لا سيما في وسط بيروت، حيث أقدم محتجون على تكسير وإحراق العديد من واجهات المحلات التجارية والمباني. وأوقفت القوى الأمنية والعسكرية عشرات المحتجين، في حين أصيب العشرات من الطرفين، الجمعة، كما قتل شخصان على الأقل في مدينة طرابلس شمالي البلاد. وتولى الجيش اللبناني صباح أمس إعادة فتح بعض الطرق الدولية، فيما كان شبان يجمعون الإطارات والمتاريس في بيروت ومناطق أخرى تمهيدًا لقطع الطرق الرئيسة، وبدا وسط بيروت صباحًا أشبه بساحة حرب، تتصاعد منه أعمدة الدخان وسط تناثر الزجاج وانتشار حاويات النفايات وبقايا الإطارات المشتعلة في الشوارع. وشهدت مدن عدة، أبرزها طرابلس شمالا والنبطية جنوبًا تجمعًا للمتظاهرين منذ ساعات الصباح الباكر من يوم الجمعة، وواصل المحتجون اعتصامهم حتى منتصف الليلة قبل الماضية، وتصاعدت نقمة الشارع اللبناني خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت في السوق السوداء مقابل الدولار، وتوجه الحكومة لفرض ضرائب جديدة. وفي محاولة لتدارك الأزمة، منح رئيس الحكومة سعد الحريري الجمعة، "شركاءه" في الحكومة، في إشارة إلى مليشيات حزب الله والتيار الوطني الحر، مهلة 72 ساعة، "لتقديم جواب واضح بأن هناك قرارًا لدى الجميع للإصلاح ووقف الهدر والفساد"، واستبق رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل كلمة الحريري، بإعلان رفضه استقالة الحكومة، معتبرًا أن هذا الأمر قد يؤدي إلى وضع "أسوأ بكثير من الحالي". . النائب علوش: نصر الله خرب الوضع الاقتصادي غرد النائب السابق مصطفى علوش، على حسابه على «تويتر»، قائلًا: «بالحديث عن المسؤولية عن الوضع المتراكم على مدى ثلاثة عقود فلا شك أن منظومة القيم السياسية متهمة بأجمعها، وهي بالتأكيد بحاجة لإصلاح جذري، لكن هل سأل نصر الله نفسه عن دور مغامرات حزبه العسكرية في تدهور الوضع الاقتصادي؟ هل هو مستعد لتحمل المسؤولية بإصلاح ما تسبب بخرابه؟».