عاش لبنان أمس يوما عصيبا وغاضبا حيث خرجت حشود أنصار تيار المستقبل إلى شوارع وساحات مدن وقرى في بيروتوطرابلس والجنوب والبقاع للاحتجاج على استبعاد الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة. وتحول الاحتجاج إلى أعمال شغب واشتباكات عنيفة بين المحتجين وقوى الجيش اللبناني في غير منطقة، خصوصا في الطريق الجديدة في بيروت. وذكر الجيش أنه اعتقل حسام طرابلسي المسؤول الأمني لدى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. كما سقط 20 جريحا في ساحة النور بطرابلس وفي بر إلياس في البقاع بمواجهات بين أنصار المستقبل والجيش. وقطع أنصار المستقبل بعض الطرق الدولية والرئيسية والفرعية بين بيروت والجنوب، وبين طرابلس والشمال وفي مفاصل مناطق بقاعية. واستخدم المتظاهرون الإطارات المطاطية والحواجز الأسمنتية وحاويات النفايات لمنع المرور. وقامت جموع غاضبة بمهاجمة فرق إعلامية خصوصا من تلفزيون الجزيرة ومحطة "أن تي في"، وأحرقوا سيارة بث حي للجزيرة، وحطموا أخرى لقناة "إن بي إن" التابعة لحركة أمل. كما احتجزوا طواقم إعلامية في بنايات في طرابلس حررها الجيش بعد ساعات طويلة، من بينها مصور لصحيفة المستقبل التابعة لتيار المستقبل. وتعرض إعلاميون في بيروت للاعتداء والتهديد في مناطق الكولا وقصقص التي شهدت تركيزا لأعمال الشغب ورشق الحجارة ضد قوى الجيش، حيث أصيب 3 أشخاص. وقام متظاهرون آخرون بقطع عدة طرق في العاصمة خصوصا في منطقة طريق المدينة الرياضية بالإطارات المشتعلة حيث سارع الجيش إلى فتحها. وقطعت طريق بيروت الجنوب في عدة نقاط في الناعمة والجية وسجل إطلاق رصاص واحتجاز عابرين في سيارتهم، ما دفع الجيش إلى التدخل لإطلاق سراحهم. وسجل في معظم مناطق التوتر إطلاق رصاص في الهواء خصوصا عندما حاول المتظاهرون مهاجمة مكاتب تابعة للرئيس ميقاتي في طرابلس، بالإضافة إلى مراكز تابعة للوزير محمد الصفدي الذي صوت لصالح ميقاتي. وفي صيدا اكتفى أنصار المستقبل بقطع طرق فرعية وسيروا تظاهرات بالسيارات وسط هتافات مؤيدة للحريري وداعية إلى تسلمه الحكومة واستقالة ميقاتي. ودعت النائبة بهية الحريري إلى الهدوء والتجمع سلميا أمام منزل شقيقها في وسط المدينة. وصدرت إدانة من النائب السابق أسامة سعد الذي حذر من تمادي تيار المستقبل في التوتير داخل مدينة صيدا. ولم تتوقف التظاهرات وأعمال الشغب وقطع الطرقات حتى ساعات ما بعد الظهر، حيث تراجعت نسبيا مع الكلمة التي وجهها الحريري إلى أنصاره لالتزام القانون.