اعتبر تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري الاثنين ان "الانقلاب الذي يقوده حزب الله" هدفه وضع رئاسة الحكومة "تحت وصاية ولاية الفقيه"، داعيا الى تحركات مفتوحة احتجاجا على ما يعتبره التيار فرضا لرئيس حكومة سني غير الحريري من جانب الحزب الشيعي. ودعا النائب محمد كبارة المنتمي الى تيار المستقبل خلال مؤتمر صحافي عقد في طرابلس (شمال) الى "يوم غضب عام في كل لبنان الثلاثاء استنكارا لما يقوم به الآخرون من تدخل في شؤون لبنان وشؤون اللبنانيين السنة". وقال عضو المكتب السياسي في التيار النائب السابق مصطفى علوش في بيان تلاه خلال المؤتمر ان "الانقلاب الذي يقوم به حزب الله محاولة لوضع رئاسة الوزراء تحت وصاية ولاية الفقيه". واضاف ان "ما قام به حزب الله من خلال امينه العام (حسن نصرالله) هو محاولة لتصغير وتحجيم الرئاسة الثالثة ودورها الوطني". ودعا "ابناء المدينة (طرابلس) وشمال لبنان الى التعبير عن غضبهم ورفضهم للوصاية الفارسية". واوضح ان هذا التحرك ياتي "بعد الانقلاب الهادف الى جعل حزب الله وصيا على الجمهورية اللبنانية وعلى رئاستها وبالاخص على رئاسة الوزراء"، واعلن علوش ان "التحركات الشعبية السلمية التي يكفلها القانون من تظاهر واضراب واحتجاجات اصبحت مفتوحة الى حين عودة القرار الى اصحابه". واعتبر ان "قبول اي شخصية بتكليف حزب الله لرئيس الحكومة هو خيانة لابناء طرابلس وسيضع هذه الشخصية خارج تاريخ المدينة"، وجاء في البيان "نهيب بالمناصرين عدم الانجرار وراء انفعالات قد تسيء الى الاستقرار العام". وبرز رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي المتحدر من طرابلس خلال الساعات الاخيرة كالمرشح الاوفر حظا الى رئاسة الحكومة في مواجهة الحريري، الشخصية السنية الاكثر شعبية، وقال علوش ان "طرابلس اعطت اصواتها لنوابها لاعلانهم الصريح بتأييد مبادىء الحرية والسيادة والاستقلال والمحكمة والعدالة"، في اشارة الى المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، والد سعد الحريري. وشهدت مناطق عديدة من لبنان من بيروت الى الشمال والجنوب تحركات احتجاجية واسعة يقوم بها انصار الزعيم السني سعد الحريري، احتجاجا على ما يعتبرونه فرضا لرئيس حكومة غير الحريري من جانب حزب الله الشيعي، وافاد مراسلو وكالة فرانس برس ومصادر امنية عن قطع طرق بالاطارات المشتعلة او بمستوعبات النفايات والعوائق في عدد من مناطق عكار وطرابلس والبداوي والمحيط (شمال)، وعدد من احياء غرب بيروت، بالاضافة الى الطريق الرئيسية المؤدية الى الجنوب من العاصمة، وطريق في البقاع الغربي (شرق). وقامت مجموعات من الاشخاص بقطع الطرق التي تعاود القوى الامنية فتحها، وبعضها يقطع مجددا، وفي الجية (جنوببيروت) حيث الاطارات مشتعلة، قال مراسل فرانس برس ان عددا من المحتجين يقومون بطلاء جدران على جانبي الطريق بعبارات "وليد جنبلاط خائن وعميل". وهتف المحتجون بعبارات ضد الامين العام لحزب الله نصرالله.