* الاعتداءات السافرة في بقيق وخريص هددت إمدادات النفط للأسواق العالمية * النشاط الإيراني مزعزع للسلام ومهدد للأمن الإقليمي والدولي * عالمنا يمر بمتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية متسارعة ومتشعبة * الوضع الإنساني في اليمن يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي * المليشيات الحوثية تعوق إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها * المملكة أولى الدول الداعمة للشعب اليمني على الأصعدة كافة * نطالب بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم غير الإنسانية في سوريا أكد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ, أن حكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- جنبت الزج بالمنطقة في ساحة حرب مفتوحة وصراع ملتهب سيطول ويؤثر على دول العالم كافة. وقال معاليه في كلمته لاجتماع الجمعية العامة الواحدة والأربعين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حالياً في صربيا: "إن الاعتداءات السافرة يوم 14 سبتمبر الماضي في بقيق وخريص لم تطل المملكة فحسب، بل طالت الأمن والسلم الدوليين وشكلت تهديداً حقيقياً لإمدادات النفط للأسواق العالمية". وجدد معالي الدكتور عبدالله آل الشيخ إدانة المملكة العربية السعودية للنشاط الإيراني المزعزع للسلام والأمن في المنطقة, مشيراً إلى أن ما تعرضت له المنشآت النفطية من هجمات نكراء باستخدام 25 صاروخاً مجنحاً وطائرات بدون طيار متسببة في انخفاض إنتاج النفط بنسبة تقارب 50% تعادل (5،7) مليون برميل تقريباً، تشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، واعتداءً على الأمن والسلم الدوليين وتهديداً كبيراً لإمدادات النفط للأسواق العالمية. وأدان معاليه النشاط الإيراني المزعزع للسلام والأمن في المنطقة والمتمثل في الهجمات على المملكة العربية السعودية باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية الصنع والتجهيز، لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة يمثل جرائم حرب وتهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي. وبين معاليه أن المملكة العربية السعودية دعت خبراء من الأممالمتحدة وخبراء دوليين للتثبت من ذلك بأنفسهم، واستقبلت عدداً من الوفود البرلمانية الدولية التي وقفت على الآثار التدميرية التي خلفتها هذه الاعتداءات الإرهابية. ولفت معاليه النظر إلى أن من يقف وراء هذا الهجوم هو من هاجم الناقلات التجارية في خليج عُمان في شهري يونيو ويوليو الماضيين، وتبعه عملاؤُه بالهجوم على مطاري أبها ونجران، وحقل شيبة النفطي في شهر أغسطس، وهو النظام الذي يستتر بشكل رخيص وجبان عبر تحميل الميليشيات التابعة له مسؤولية الهجمات وينظر لدول وشعوب المنطقة على أنها ساحات لتحقيق أجندته التدميرية الإرهابية. وأشاد معالي رئيس مجلس الشورى في هذا الصدد بالمواقف المشرفة لأكثر من مئة دولة حول العالم التي وقفت مع المملكة العربية السعودية في إدانة وشجب واستنكار ما حدث مؤخراً من أعمال عدوانية على المنشآت النفطية، وخطوط إمدادات النفط العالمية. متغيرات متسارعة ومتشعبة وأضاف قائلاً: "إن عالمنا اليوم يمر بمتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية تزداد سرعتها يوماً بعد يوم وتتشعب وتتعقد صِلاتها ومؤثراتها من حين لآخر، الأمر الذي يتطلب تعاوناً جاداً في سبيل إيجاد مناخات صحية فاعلة لبناء علاقات سلمية متوازنة بين الدول، تقوم أساساً على احترام القانون الدولي، وحل النزاعات بالطرق السلمية على النحو الذي يكفل العدل، ويعزز مبدأ الحوار، ويرسخ الثقة، ويحقق الشراكة الحقيقية , مؤكداً أن ذلك يستدعي مواجهة صادقة لتحديات المستقبل تقوم على الموضوعية في التناول، والفاعلية في التنفيذ، واستشعاراً أكثر لأهمية دور البرلمانات في مواجهة التحديات وتحقيق التطلعات، ودعم السلم والأمن الدوليين، في سبيل تحقيق حياة كريمة لشعوبنا. الوضع في اليمن وسوريا وأكد معالي الدكتور عبدالله آل الشيخ أن الوضع الإنساني في اليمن يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المأساة ، مشيراً إلى أن المليشيات الحوثية المدعومة من إيران مستمرة في إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وتتعمد فرض الضرائب العالية على الوقود والغاز لتمويل عملياتها الإرهابية، وكذلك سرقة هذه المساعدات الدولية لأغراضها الخاصة، كما أن هذه المليشيات تفرض مبدأ تجنيد الأطفال والزج بهم في الخطوط الأمامية للمليشيات. وشدد معاليه على أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال أولى الدول الداعمة للشعب اليمني الشقيق على الأصعدة كافة، التي شملت الجوانب الإنسانية، والطبية، والإنمائية، التي قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومنظمات الأممالمتحدة، وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها المملكة في السنوات الأخيرة ما يزيد عن أربعة عشر مليار دولار أمريكي. وأشار إلى أن المملكة تشدد على محورية القضية الفلسطينية وموقفها الراسخ تجاه حل القضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية. وحول الأوضاع في سوريا جدد معاليه رفض المملكة وإدانتها لقتل المدنيين وتشريدهم واستخدام الأسلحة الكيميائية، ودعوتها إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم غير الإنسانية, وقال: "إن الأوضاع في سوريا تؤرقنا جميعاً, مؤكداً دعم المملكة للشعب السوري بكل السبل النزيهة من أجل إعادة سوريا إلى الطريق الصحيح، وتجنيب شعبها المزيد من الدمار والمعاناة، وضمان عودة آمنة للاجئين وفقًا للمعايير الدولية والأممية. وعبر معالي الدكتور عبدالله آل الشيخ في ختام كلمته عن شكره وتقديره للجمعية الوطنية الصربية والأمانة العامة للاتحاد البرلماني الدولي على جهودهم المتميزة في سبيل إنجاح أعمال الجمعية العامة الواحدة والأربعين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي في صربيا ، معرباً عن أمله في لخروج بنتائج إيجابية تخدم مصالح الشعوب وتدعم استقرار الدول.