مشكلة الإعلام والتحليل السياسي أنه يحتاج إلى ثقافة سياسية وحين تغيب تلك الثقافة تتحول الحكاية من تحليل إلى أي كلام (لا) علاقة له أبداً بالسياسة، والعجيب والغريب هم أولئك المهرِّجون الذين أفرزتهم المرحلة وجاءوا من هنا وهناك ليتحدثوا بجهل ويقعوا في حفر الكلام والتي ما تزال حتى اليوم أعمق من قدرة البعض على الخروج منها في زمن يكتب ويحفظ ويرصد كل شيء ليقدمه لك وقت الحاجة، وهنا يكون الأمر أكبر من عشق الظهور والشهرة والتي قد تكون هي مقبرة مملوءة بعظام الموتى وجماجم لوجوه مشوهة. وهذه حقيقة أقولها ونصيحة أقدمها لأولئك الذين يحملون أرواحهم ويقدمون أنفسهم قرابين لقنوات هي أخبث من طيبتهم وقدرتهم على محاورة الشيطان الذي أعد لهم كل شيء بخبث وحقد دفين، وهنا تكون مهمة المحلل السياسي هي المهمة الصعبة والتي لا يتجاوزها سوى العقل الناضج والإعلامي المفكر والمثقف اللبق، ومثل هؤلاء هم موجودون لكن مشكلتهم أنهم بعيدون عن المشهد ويمارسون دور المشاهد. وقد سبق وأن كتبت لوزارة الإعلام عن هذا بهدف اختيار فريق للقيام بمهمة الظهور في حوارات تهم الوطن، وفي بلدنا مواهب كثيرة وعقول قادرة على أن تقف بالمرصاد لكل الأصوات النشاز وكل الوجوه الكالحة والتي (لا) همَّ لها سوى الإساءة لنا فقط (لا) غير. أنا (لا) أتمنى من معالي وزير الإعلام أكثر من أن يختار قائمة أسماء بعناية شديدة لتدفع وتدافع بمنطق وتتحدث بحكمة تردع الحمقى والسفهاء وتعلقهم في سموات الفرجة، وهو يقدر على أن يفعل ذلك بقرار يمنح القادرين فقط فرصة الظهور ويمنع غيرهم من أن يقف في مكان يعرضه للنقد ويعرضنا للإساءة من أناس كل همهم رصد الأخطاء لا أكثر. (خاتمة الهمزة).. هذه بلادي التي تستحق الموت دونها، ومن أجلها سوف نبقى نكتب ونكتب مدى الحياة.. حفظ الله الوطن.. وهي خاتمتي ودمتم.