مسكين بحق من يعتقد أن الحياة صوت وصورة وطبلة ورقصة وقصيدة وتغريدة تمنحه فرصة للانتشار والشهرة الزائفة على حساب الوعي الذي بات يتطور ويكبر ويحاصر أولئك الذين يكذبون بإخلاص ويوثق كل ما كتبوه ويكتبون ليقدمه لهم في الوقت الحاسم كمستند إثبات يضعهم على حافة الخجل والعيب الذي ربما يكون قد مات وانتهى أمره إلى كان ياما كان ذات زمن، يوم كان للكلمة قيمة وللصدق قيمة وللثبات على الموقف قيمة، يوم كان الرجل يحمل في صدره اسمه الذي يخشى عليه من كل شيء لأنه يريده أن يبقى حياً في الصدور حتى الموت، أما اليوم فقد مات الصدق رحمه الله والسبب التقنية التي عرت الكثير من الوجوه والتي بدت كالحة حد القبح ومتسخة جداً بعفن التلون. وبالرغم من كل ما تقدم أقولها: إن الأمل في القادم أجمل من وجوه كل الكالحين وكل الذين يقتاتون على الكلمة ويتربحون على حساب القيم، فلا تحزنوا اذا رأيتم الحزن يمشي على قدمين وأن (لا) مكان للعقل و(لا) مكان للحب و(لا) مكان للصدق و(لا) مكان للإخلاص في صدور أولئك النفعيين والذين يستحيل أن تجدهم سوى «معاهم معاهم ..عليهم ..عليهم « وهنا يكون الخطر من بقاء هؤلاء فوق السطح وتأثيرهم على رحلة التقدم والتطور. ولا تعجبوا أبداً إذا شاهدتم ملايين المتابعين خلف واهم و(لا) تغضبوا أبداً من مشاهير الغفلة الذين وجدوا في عيونكم مكاناً وفي صدوركم خزائن منحتهم الثراء ومنحتكم الفقر والعوز، لكني على يقين أن البقاء للعقل وأن النهايات حتما سوف تنتهي إلى فوز ساحق بانتصار الصدق على الكذب والعقل على الجنون ومن خلالكم أنتم وبعد تخلصكم منهم ومن فراغهم وسذاجتهم والتي باتت واقعاً يلمسه الجميع!!، ذلك لأن أملي في الآتي الذي يضع كلاً في مكانه وينهي مأساة اسمها الشهرة الكاذبة أكبر من أن يموت!. (خاتمة الهمزة)... نعم أنا غني جداً أمام «ثروة الآخرين التي تعد بالأوراق النقدية بينما ثروتي تعد بعناوين الكتب التي قرأتها» .. وهي خاتمتي ودمتم.