• في هذا الزمن كل شيء محسوب، الكلمة والصورة والحركة، وحتى الهمسة محسوبة علينا، وعلينا أن نكون أكثر حرصًا وحماسًا وعقلانية في أن نكون عند حسن ظن الوطن بنا، وعلينا أن نكون أكثر حُبًّا له وأكثر خوفًا عليه من أولئك الذين يتربَّصون بنا، وينتظرون علينا الفرصة للانقضاض، وحديثي هنا هو لأولئك الذين حوَّلتهم الأزمات إلى شعراء غفلة ومحللين وباحثين سياسيين، وهم وبكل أسف أبعد عن الشعر والنثر والسياسة، لكن المصيبة هي في أنهم عُشَّاق شُهرة ومهووسين بالظهور والانتشار، وكأنهم لا يعلمون أن الآخر يُراقبهم ليحمل عنهم ما يُسيء للوطن ولنا، كشعبٍ يكره أن يُمَس ولو بكلمة، ويرفض –وبقوة- كل أشكال العبث الذي يراه من بعض المجانين الذين يظهرون على شاشات بعض الفضائيات بتحليلاتهم وقصائدهم وهرطقاتهم وعبثهم، الذي يتحوَّل إلى إساءات كريهة، ومثل هؤلاء يُفترض أن يُمنعوا من الظهور، ويُحاسبوا حسابًا يليق بحجم ما يصنعون ..!!! • مؤلم جدًّا أن ترى غيرك يتحدَّث عنك بسوء، ويلعب بحقد عليك، مستغلاً هفوات بعض الأغبياء وبعض الحمقى وبعض السفهاء، الذين يضعون أنفسهم في كل مكان وأي مكان، معتقدين أنهم فلتات زمانهم، وأنهم هم الأذكياء، وهم أهم الناس، وهم عقل هذا الوطن، وهم نبضه وهم مثقَّفوه وشُعراؤه، وهم بالطبع يفهمون في كل شيء، ويستشرفون المستقبل بثقةٍ مفرطة، وتَأْلَم أكثر حين تراهم يتلعثمون ويرتبكون وهم أمام الملأ، الذي يتعجَّب منهم ومِن تصرُّفاتهم وأحاديثهم تلك، التي ليس فيها من عقلٍ أو رشد، ومن هنا فإني أتمنى أن يعي عُشَّاق الشُّهرة والظهور، أن الزمن هذا اختلف، وأنه ليس بإمكاننا الصبر على أي عبث، لاسيما في هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة، بمعنى أن عليهم أن يضعوا في حسابهم أن بعض الأخطاء لا تُغتفر ..!!! • (خاتمة الهمزة).. أي عقل هذا الذي يحمل الرجل من مكانه إلى الفضاء الفسيح، من أجل أن يظهر علينا بقصيدةٍ فارغة أو حديثٍ لا قيمة له... ومَن يَمنع مَن؟!!.. وهي خاتمتي ودمتم.