تأتي زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لكوريا الجنوبية، في إطار جولاته الآسيوية المستمرة لتعزيز علاقات المملكة الاقتصادية والسياسية مع الدول الآسيوية الكبرى، وتكتسب الزيارة أهميتها كونها الأولى لولي العهد، حيث سيجتمع سموه مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي أون في جلسة مباحثات ثنائية ستشهد التركيز على العديد من المجالات الاقتصادية، وأهمها مصادر الطاقة، بالاضافة إلى توقيع سلسلة من الاتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات تشمل الطاقة والخدمة العامة. وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن كوريا الجنوبية تبدو حريصة على المشاركة في مشروع الطاقة النووية السعودي، والذي يعد جاذبًا للمئات من الشركات العالمية المتخصصة في تلك التكنولوجيا خلال الفترة الماضية. وكانت شركة كوريا للكهرباء التي تديرها الدولة قد اختيرت في يوليو الماضي لتقديم عطاءات لبناء محطات نووية في المملكة، وذلك ضمن المشروعات الخاصة برؤية 2030 التي قدمها ولي العهد خلال الأعوام الثلاثة الماضية. لقاء قادة المجموعات التجارية الكورية يلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع قادة المجموعات التجارية الأربع الكبرى في كوريا الجنوبية في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية، واستعراض الفرص التجارية ونقاط القوة التي تمتاز بها المملكة من خلال رؤية 2030 السعودية لتحويل تركيزها الاقتصادي من النفط إلى صناعات النمو الجديدة. حيث يلتقي ولي العهد مع كبار رجال الأعمال الكوريين بمن فيهم نائب رئيس سامسونج للإلكترونيات لي جاي يونج، ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة هيونداي موتور تشونج إيسون، ورئيس مجلس إدارة مجموعة إس كىتشاي تاي وون، ورئيس مجموعة إل جي كو كوانغ مو، وسيبحث كل منهم عن فرص لتوسيع علاقات العمل في المملكة مع سمو ولي العهد. التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي من المتوقع أن تبرز شركتا (سامسونج)، و(إل جي) لولي العهد أحدث تقنياتها في مجال الاتصالات باستخدام 5G، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات. وتفيد التقارير أن المجموعة تتطلع أيضًا إلى التعاون مع المملكة العربية السعودية في تقنيات خلايا الوقود الهيدروجينية. كما تمتلك مجموعة (إس كي) بالفعل علاقات تجارية مع المملكة من خلال وحداتها الكيميائية والطاقة والبناء، وإما بإقامة مشروعات مشتركة مع الشركات المحلية أو المشاركة في مشروعات السكك الحديدية. زيارة الصين .. إحياء أقدم طرق التجارة العالمية واختتم ولي العهد جولته الآسيوية السابقة بزيارة الصين والتي تعد ثاني أكبر أقتصاد في العالم، لمواصلة دعم التعاون الإستراتيجي بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية، واستكشاف المزيد من فرص أكبر للتعاون مع المملكة، خاصة في المجال الاقتصادي، وناقشت الزيارة 3 ملفات اقتصادية رئيسة تتناول أوضاع السوق النفطية، والتعاون الاقتصادي المشترك، ودعم المملكة للصين في مشروع «طريق الحرير» والذي يعيد أقدم طرق التجارة العالمية إلى الواجهة. زيارة الهند.. تنسيق مع سابع أكبر اقتصاد في العالم طريق الحرير وكانت الصين قد طرحت مؤخرًا، مبادرة بناء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحري في القرن ال21» مع دول آسيا وأوروبا. والمعروف أن المملكة تقع في منطقة التلاقي بين طريقي الحرير البري والبحري؛ ما يخلق فرصًا وآفاقًا جيدة للتنمية. وتشارك الشركات الصينية في مشروعات البناء الكبرى في المملكة، ومنها مشروع قطار الحرمين الذي يربط المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة عبر جدة. ومن نماذج التعاون الاقتصادي المهمة تعاقد شركة «سينوبك» الصينية مع أرامكو؛ لبناء مصنع بطاقة 400 ألف برميل يوميًّا، وبدأ تصدير أولى شحناته في يناير الماضي. وقد صل النمو المتسارع في ميزان التبادل التجاري بين البلدين إلى 75 مليار دولار، لتصبح الصين أكبر شريك تجاري للمملكة، حيث بلغت قيمة الواردات السعودية من الصين في 18.45 مليار دولار بزيادة 31% عن العام الماضي وأهم المنتجات الصينية المصدرة للسوق السعودية الآلات والمعدات ومعدات النقل والمعادن. ويبلغ مجموع الشركات الصينية العاملة في المملكة نحو 150 شركة استثمرت 700 مليون دولار في السوق السعودي بينما استثمرت المملكة نحو 5.6 مليار دولار في مشروعات سعودية صينية مشتركة في الصين. شراكة نفطية إستراتيجية المملكة أكبر مصدر للنفط إلى الصين بنحو 45 مليون طن من الخام سنويًا، وخلال العقدين الماضيين زاد الطلب الصيني على الطاقة بشكل كبير، حيث نما اقتصاد الصين بوتيرة سريعة، وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن واردات الصين من الشرق الأوسط ستتضاعف تقريبًا بحلول عام 2035، وبالتالي فإن التنسيق بين البلدين الكبيرين حول مسألة تدني أسعار النفط مهم للغاية في هذه المرحلة حتى يتم إعادة الاستقرار إلى السوق واستكشاف آفاق جديدة للتعاون المثمر بينهما. وأنشأت شركة أرامكو السعودية أكبر مصفاة وشركة مبيعات للمنتجات النفطية بالتعاون مع شركة سينوبك الصينية وشركة إكسون موبيل الأمريكية في مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية التعاون الإستراتيجي بين شركة هاربين للهندسة الكهربائية، والشركة السعودية للطاقة الكهربائية بشأن إنشاء أول محطة لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة تعمل بالفحم في منطقة الشرق الأوسط مع بلوغ سعة المولدات الكهربائية 1200 ميجاوات.