في المحطة الثالثة والأخيرة، لجولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والتي بدأت بجمهورية باكستان الإسلامية، ثم جمهورية الهند، بدأت في بكين، الزيارة الرسمية لسموه إلى جمهورية الصين الشعبية. وكان في استقبال سمو ولي العهد لدى وصوله المطار نائب رئيس المجلس الاستشاري والسياسي في جمهورية الصين الشعبية السيد خي لي فونغ، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصين تركي الماضي، والسفير الصيني لدى المملكة لي هوا شين، وعدد من المسؤولين. وتستهدف الزيارة، مواصلة دعم التعاون الإستراتيجي بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية، واستكشاف المزيد من فرص أكبر للتعاون مع المملكة، خاصة في المجال الاقتصادي، كما تناقش الزيارة 3 ملفات اقتصادية رئيسة تتناول أوضاع السوق النفطية، والتعاون الاقتصادي المشترك، ودعم المملكة للصين في مشروع «طريق الحرير» والذي يعيد أقدم طرق التجارة العالمية إلى الواجهة. وكانت الصين قد طرحت مؤخرًا، مبادرة بناء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحري في القرن ال21» مع دول آسيا وأوروبا. والمعروف أن المملكة تقع في منطقة التلاقي بين طريقي الحرير البري والبحري؛ ما يخلق فرصًا وآفاقًا جيدة للتنمية. وتشارك الشركات الصينية في مشروعات البناء الكبرى في المملكة، ومنها مشروع قطار الحرمين الذي يربط المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة عبر جدة. ومن نماذج التعاون الاقتصادي المهمة تعاقد شركة «سينوبك» الصينية مع أرامكو؛ لبناء مصنع بطاقة 400 ألف برميل يوميًّا، وبدأ تصدير أولى شحناته في يناير الماضي. جدير بالذكر أن أكثر من 1200 من الطلاب والطالبات السعوديين يدرسون في نحو 83 جامعة صينية وفي 57 تخصصًا. وفي وقت لاحق زار سمو ولي العهد سور الصين، واطلع على معالمه التاريخية والحضارية، في جولة رافق سموه فيها السفير الصيني في السعودية وعدد من المسؤولين. سياسيا، ستتطرق مباحثات سموه مع قادة الصين تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسك. وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية قد التقي وزير الخارجية الصيني وانغ يي، حيث جرت مباحثات تطرقت إلى عدد من الملفات المهمة. زيارة الرئيس الصيني للمملكة يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عقد قمة مباحثات مع الرئيس الصيني شين جين بينغ أثناء زيارته الرسمية للرياض في يناير 2016 أسفرت عن توقيع 14 مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون بين حكومة البلدين شملت تعزيز التعاون المشترك في شأن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال العلوم والتقنية، وفي المجال الصناعي، وفي مجال الملاحة بالأقمار الصناعية، وتعزيز تنمية طريق الحرير المعلوماتي، وقروض لمشروع التطوير البيئي منطقة جنتاي بإقليم شنشى، مشروع حماية الأراضي وتطوير بحيرة هيوانقي بإقليم أنهوي، بالإضافة إلى مذكرة تعاون حول مشاورات مكافحة الإرهاب، وكذلك مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة المتجددة، واتفاقية التعاون لإقامة المفاعل النووي ذي الحرارة العالية والمبرد بالغاز، والبحث والتطوير بين شركة أرامكو السعودية ومركز بحوث التطوير التابع لمجلس حكومة الصين، ومع الشركة الصينية الوطنية للبتروكيماويات SINOPEC، وأخرى للتعاون الإستراتيجي لتنمية الاستثمارات الصناعية والمحتوى المحلي، بالإضافة إلى مذكرة التفاهم بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وإدارة التراث الثقافي في جمهورية الصين. الصين أكبر شريك تجاري للمملكة وصل النمو المتسارع في ميزان التبادل التجاري بين البلدين إلى 75 مليار دولار، لتصبح الصين أكبر شريك تجاري للمملكة، حيث بلغت قيمة الواردات السعودية من الصين في 18.45 مليار دولار بزيادة 31% عن العام الماضي وأهم المنتجات الصينية المصدرة للسوق السعودية الآلات والمعدات ومعدات النقل والمعادن. ويبلغ مجموع الشركات الصينية العاملة في المملكة نحو 150 شركة استثمرت 700 مليون دولار في السوق السعودي بينما استثمرت المملكة نحو 5.6 مليار دولار في مشروعات سعودية صينية مشتركة في الصين. شراكة نفطية إستراتيجية المملكة أكبر مصدر للنفط إلى الصين بنحو 45 مليون طن من الخام سنويا، وخلال العقدين الماضيين زاد الطلب الصيني على الطاقة بشكل كبير، حيث نما اقتصاد الصين بوتيرة سريعة، وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن واردات الصين من الشرق الأوسط ستتضاعف تقريبا بحلول عام 2035، وبالتالي فإن التنسيق بين البلدين الكبيرين حول مسألة تدني أسعار النفط مهم للغاية في هذه المرحلة حتى يتم إعادة الاستقرار إلى السوق واستكشاف آفاق جديدة للتعاون المثمر بينهما. وأنشأت شركة أرامكو السعودية أكبر مصفاة وشركة مبيعات للمنتجات النفطية بالتعاون مع شركة سينوبك الصينية وشركة إكسون موبيل الأمريكية في مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين شركة هاربين للهندسة الكهربائية، والشركة السعودية للطاقة الكهربائية بشأن إنشاء أول محطة لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة تعمل بالفحم في منطقة الشرق الأوسط مع بلوغ سعة المولدات الكهربائية 1200 ميجاوات. طريق الحرير البحري في القرن ال21 ومؤخرا طرحت الصين مبادرة بناء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحري في القرن ال21» مع دول آسيا وأوروبا، وتقع السعودية في منطقة التلاقي بين طريقي الحرير البري والبحري، مما يخلق فرصًا وآفاقًا جيدة للتنمية. وتشارك الشركات الصينية في مشروعات البناء الكبرى في المملكة ومنها مشروع قطار الحرمين الذي يربط المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة عبر جدة. ومن نماذج التعاون الاقتصادي المهمة تعاقد شركة «سينوبك» الصينية مع أرامكو لبناء مصنع بطاقة 400 ألف برميل يوميا وبدأ تصدير أولى شحناته في يناير الماضي. جدير بالذكر أن أكثر من 1200 من الطلاب والطالبات السعوديين يدرسون في نحو 83 جامعة صينية وفي 57 تخصصا.