تحقّق الامارات العربية المتحدة في واقعة تعرّض أربع سفن تجارية لعمليات "تخريبية" قبالة ساحلها، إلا ان الغموض لا يزال يحيط بملابسات الحادثة التي تدفع نحو مزيد من التوتر في منطقة تشهد حربا نفسية بين الولاياتالمتحدةوإيران. ورأى خبراء أنّه في حال تبيّن أي تورط لطهران في هذه الواقعة بعد نشر نتائج التحقيقات الاماراتية، فإنّها ستكون بمثابة إنذار ايراني الى الولاياتالمتحدة التي عزّزت تواجدها العسكري مؤخرا في منطقة الخليج. وكانت الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت الاحد أنّ أربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات تعرّضت ل"عمليات تخريبية" في مياهها قبالة إيران، في شرق إمارة الفجيرة بدون تحديد المنفذين واصفة الحادث بانه "خطير" وبان تحقيقا يجري في الواقعة. وفجر الاثنين، أعلنت سلطات السعودية عن تعرض ناقلتي نفط سعوديتين ل"هجوم تخريبي" قبالة السواحل الإماراتية، هما ضمن السفن الأربع. وأعاد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الامارات أنور قرقاش الاثنين التأكيد على إجراء التحقيق. وكتب في تغريدة على تويتر "التحقيق يتم بحرفية وستتضح الحقائق ولنا قراءاتنا واستنتاجاتنا". اليكس فانتاكا المحلل في معهد الشرق الاوسط في واشنطن قال أنه "في ظل تصاعد التوتر الاقليمي، قد يكون هدف أي عمليات إيرانية محدودة ضد الامارات والسعودية تحذير بأنّ الحرب مع إيران لن تكون محدودة بالاراضي الايرانية". لكن طهران نفت أن يكون لها أي دور في هذه العمليات، بينما لم تحدّد الرياض ولا دولة الإمارات طبيعة تلك الأعمال أو الجهة التي تقف خلفها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان نشر على موقع الوزارة بالانكليزية الاحد إن "الأحداث في بحر عُمان مقلقة ومؤسفة" ودعا إلى إجراء تحقيق في الهجمات محذرا من "مغامرة لاعبين خارجيين" لعرقلة أمن الملاحة. وبحسب مسؤول إماراتي، فإن اثنتين من السفن الاربع تحملان علم السعودية وهما "المرزوقة" و"أمجاد"، بينما تحمل الثالثة علم دولة الامارات "أي ميشيل" وهي أيضا ناقلة نفط والرابعة تحمل علم النرويج وتدعى "اندريا فيكتوري"، مشيرا إلى وجود أضرار في أسفل هيكل السفينة النرويجية من الجهة الخلفية. وأعلنت شركة توم النرويجية في بيان أن ناقلة النفط أندريا فيكتوري تعرضت لأضرار هيكلية بعد أن "اصطدم بها جسم غير معروف". "سوف يتألّمون" وكانت إيران أعلنت الأسبوع الماضي تعليق التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وذلك بعد عام على انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه، وفرضه عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية، معرضا بذلك الاتفاق للخطر. وأعطت الولاياتالمتحدة بعداً عسكرياً للتوترات الدبلوماسية، مع قرارها إرسال سفينة هجومية برمائية وبطاريات صواريخ "باتريوت" إلى الخليج حيث نشرت أصلاً قاذفات من طراز "بي-52" وحاملة الطائرات أبراهام لنكولن. وحطّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين في بروكسل في زيارة مفاجئة حيث التقى نظراءه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي في 2015 الهادف إلى الحد من طموحات إيران النووية مقابل رفع العقوبات عنها. وحذّر الأوروبيون الولاياتالمتحدة من تصعيد إضافي للتوترات حول الاتفاق النووي الإيراني، في وقت تحدثت فيه بريطانيا عن خطر اندلاع نزاع "عن طريق الخطأ" في الخليج. وتقول إدارة ترامب منذ أكثر من أسبوع إن السلطات الإيرانية أو حلفاءها في الشرق الأوسط يستعدون لتنفيذ "هجمات وشيكة" على المصالح الأميركية. وقال المبعوث الأميركي لإيران براين هوك "نعتقد أن إيران يجب أن تسير في طريق المحادثات بدلاً من التهديدات. لقد اتخذوا خياراً خطأ بالتركيز على التهديدات". وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت لإيران علاقة بالعمليات التخريبية، رفض هوك التعليق، مكتفياً بالقول إن الولاياتالمتحدة ستساعد، بناء على طلب من الإمارات، في التحقيق في هذه الهجمات التخريبية. وأضاف أنّ بومبيو ناقش في بروكسل مع نظرائه الأوروبيين "ما يبدو أنّها هجمات على سفن تجارية". ومساء الإثنين، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن وزير الدفاع الأميركي بالإنابة باتريك شاناهان قدّم الأسبوع الماضي خلال اجتماع مع عدد من مستشاري ترامب لشؤون الأمن القومي خطة تقضي بإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي أميركي إلى الشرق الأوسط إذا هاجمت إيران القوات الأميركية. وبحسب الصحيفة الأميركية فإنّ هذه الخطة، التي ما زالت في مراحلها الأوليّة، لا تنصّ على غزو برّي، وعدد الجنود ال120 ألفاً المذكور هو الأعلى ضمن المروحة المقترحة. من جهته، حذّر ترامب إيران الاثنين، قائلاً إنها سترتكب "خطأً كبيراً" إذا فعلت شيئاً. وقال خلال لقائه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في البيت الأبيض "إذا فعلوا أي شيء، فسوف يتألمون كثيرا".