«جدة التاريخية» من أهم مناطق مدينة جدة والتي تزخر بالذكريات والأحلام الجميلة، ومن يتجولْ في أحيائها يرَ كيف تحكي معالمها من مبانٍ أثرية وتراثية قصصاً تاريخية متعددة يصف الكثير منها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكان المدينة ولذلك اهتمت حكومة خادم الحرمين الشريفين ومنذ عشرات السنين بالمواقع الأثرية والتراثية بشكل عام خصوصاً تلك المواقع التي تعزز العمق التاريخي والحضاري للمملكة. في عام 2014م احتفل سكان جدة والمهتمون بالتراث والآثار بانضمام جدة التاريخية لقائمة التراث العالمي (اليونسكو)، وهذا الانضمام لم يكن سهلاً أو يسيراً بل احتاج إلى الكثير من الجهد والوقت وصل إلى أكثر من خمس سنوات وشارك في هذا الإنجاز عدد من الجهات الحكومية على رأسها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمانة جدة ومحافظة جدة وأمارة منطقة مكةالمكرمة وقد عملوا جميعهم بشكل ملفت لتهيئة ملف هذا الموقع بشكل متميز بحيث يتم قبوله واعتماده من قبل اليونسكو . حظيت المنطقة التاريخية بمدينة جدة بدعم غير مسبوق من حكومة خادم الحرمين الشريفين لتنفيذ العديد من المشاريع التحسينية منها تصنيف المباني التاريخية ورصف شوارعها وإنارتها والعمل على حمايتها وتحديث نظام البناء فيها كما سبق أن تم تأسيس إدارة لحماية جدة التاريخية لحماية المباني التراثية من الهدم والتعديات كما تم تشكيل لجنة عليا لمشروع إطفاء الحريق بجدة التاريخية وحمايتها من الحرائق التي كانت تقضي على بعض تلك المعالم الأثرية المهمة. بالأمس وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- بدعم مشروع ترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية بمبلغ 50 مليون ريال (كمرحلة أولى) والتي تحمل عناصر معمارية ثرية لتراث جدة التاريخية، ويأتي ذلك مساهمة من سموه في مساندة المشروعات التي من شأنها المحافظة على المكتسبات التاريخية والحضارية للمملكة، كما تأتي هذه الخطوة حفاظاً على مباني جدة التاريخية وأحيائها وتأهيلها ومنعها من الانهيار حسب متطلبات اليونسكو لتسجيل جدة في سجل التراث العالمي المتوافقة مع رؤية المملكة 2030 وذلك ضمن مشروع شامل لإنقاذ المواقع ذات القيمة الثقافية من أي تهديدات قد تؤدي إلى زوالها. وإضافة إلى جمال هذه الخطوة المهمة في المحافظة على التراث فإن التوجيه الكريم شمل أن يكون مشروع الترميم بسواعد وطنية من الشباب السعوديين وبإشراف فنيين ذوي خبرة بالمباني التاريخية، وفي ذلك خطوة مهمة تبرز أهمية أن يحافظ شباب الوطن على تراثهم بأيديهم كما تساهم في توفير المزيد من فرص العمل لشباب وشابات الوطن.