أصبح الكثير من مستخدمي «السناب شات» سواء من المشاهير أو غيرهم يشكلون تهديدا للمجتمع بأسره من خلال قيامهم بالترويج لبعض السلوكيات الأخلاقية، أو الاجتماعية، أو الفكرية بسذاجة منهم أو من خلال تعمد هذا الأمر. وأصبحت الإعلانات التي تطلق عبر مستخدمي «السناب» من المشاهير وغيرهم من الأسباب التي أدت إلى الترويج للسلوكيات المختلفة، ومن أبرز السلوكيات غير الحميدة التي يروج لها (البضائع المقلدة والماركات المزورة والأكل غير الصحي والتفكك الاجتماعي وشراء مالاتريد وعمليات التجميل الوهمية وأدوات التجميل المزورة ) وغيرها من السلوكيات المختلفة. ويلجأ أصحاب المحلات التجارية المختلفة إلى المشاهير من أجل الإعلان لرخص الإعلان وسرعة التجاوب وبالذات من غير المدركين لعمليات البيع والشراء، وكذلك ابتعاد التجار عن الإعلان في القنوات المعروفة للابتعاد عن أعين الجهات الرقابية، حيث يصعب على تلك الجهات مطاردة مشاهير السناب شات أو غيرهم الذين يقومون بالإعلان مقابل التبضع مجانا أو الحصول على مبالغ تختلف وفقا لنوعية الشخص المشهور. العدواني :تجاوزات مستمرة قال الدكتور جمعان العدواني أستاذ إدارة الأعمال والمهتم بالجانب الإعلامي في آخر خمس سنوات أصبحت التقنية أساسا للتميز للعديد من المنظمات كما أنها نقلت الإعلام من أعلام المؤسسات إلى أعلام الفرد وهذا بدوره كان له أثر كبير وأضاف أن إعلام وسائل التواصل الاجتماعي له ميزة إضافية بأنها تنقل الحدث من موقعه وفي نفس اللحظه إلا أنها ربما تخلو من المحتوى الملائم سواء بالنسبة الإعلام أو الدعاية، وهذا بدوره يؤثر على السياسات الإعلامية على مستوى الدولية بعدم وجود أسسس وقوانين تقنن استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي..فالسناب شات وتويتر وفيسبوك كلها تقوم على اجتهادات شخصية لا تعي أهمية وظيفة الإعلامي أو الصحفي أو حتى مندوب المبيعات، لذلك نرى هناك العديد من التجاوزات التي تحدث بشكل مستمر. وقال إن وسائل التواصل الاجتماعية ذات طابع شخصي وأصبح لأفرادها تأثير على شرائح معينة من المجتمع.. مما يستوجب ضرورة تدخل وزارة الإعلام للحد من هذا التأثير وخاصة السلبي لأن التأثير يمس المجتمع. ورأى أن يتم إصدار تراخيص إعلامية لمن أراد أن يمارس العمل الإعلامي من خلال هذه القنوات ويكون هناك شروط معينة ومحددة لذلك والا يترك المجال مفتوحا أمام الجميع، الأمر الذي سيكون له نتائج سلبية مستقبلا.. القحطاني: اسألوا عن «غياب القدوة» أكد الدكتور مسفر القحطاني الاستشاري الاجتماعي أن غياب القدوة أو ما يعرفون بالنخبة . وأشار إلى أن تردي بعضهم وانكسار البعض الآخر، مهد أو ترك الساحة لمن يشغلها من هؤلاء المشاهير هم مشاهير من ورق فشغلوا الناس بالتوافه وتعزيز السلوكيات الخاطئة وإغراق المتابع بما لاينفع وتنمية العادات الاستهلاكية السيئة. الغذاء والدواء : العقوبات تنتظر الإعلانات المخالفة قال المتحدث الرسمي بهيئة الغذاء والدواء إدريس الدريس إن اللائحة التنفيذية تضمنت عددًا من الاشتراطات من ضمنها ألا يتضمَّن الإعلان ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية والآداب العامة، وأن تكون المعلومات الواردة في الإعلان موثوقة ودقيقة وصادقة يمكن إثباتها. وأوضح أن الهيئة تستدعي الشركة المخالفة لسماع أقوالهم بشأن أي مخالفات المرصودة ومن ثم عرض هذه المخالفات على لجنة المخالفات للنظر في إيقاع العقوبة المناسبة. ونص النظام على عدد من العقوبات من ضمنها غرامة مالية لا تزيد على 5 ملايين ريال بالإضافة إلى السجن لمدة لا تزيد على خمس سنوات بعد إحالة المخالفات التي تشكل جرائم إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراء النظامي. غلطة المشاهير بعض المشاهير ..بل الكثير منهم ليس لديهم أي محتوى جيد يقدمونه لمتابعيهم، ويهمهم إرضاء متابعيهم من خلال الكلمات والعبارات والمقاطع التافهة، حرصا على استمرار المتابعة من قبل المتابعين على حساب الأخلاق والصدق والأمانة. بعض المشاهير أو مستخدمي السناب شات لايدرك أهمية الكلمة الصادقة والأمانة أثناء الإعلان ..يهمهم بالدرجة الأولى الحصول على المقابل بغض النظر عن المضمون، حتى أن البضائع الراكدة والمقلدة والمزورة والخطيرة على الصحة العامة، أصبح لها رواج من خلال السنابيين. الغريب أن بعض القطاعات الحكومية أصبحت تعزف عن وسائل الإعلام الرسمية وتتجه إلى أصحاب السنابات الذين أصبح عددهم في بعض المناسبات يتجاوز عدد حضور الحفل، وأصبحت الفوضى تعم الاحتفالات، وسط عزوف من الإعلام الرصين. مانخشاه أن نفقد المحتوى المتيمز في الفترات القادمة اذا استمر الوضع دون تدخل من الجهات الرقابية ..والغريب أيضا ان عدة تعليمات صدرت بعدم استضافة أصحاب السنابات إلا بعد الحصول على موافقة الجهات المختصة..لكن المحلات التجارية والأسواق ضربت بالتعليمات عرض الحائط حتى وصلنا إلى ماوصلنا إليه مؤخرا من إعلانات مسيئة للمجتمع والأسرة دون وازع من دين أو ضمير. بريسالي : انسياق أعمى ومتسرع ل «السناب»: قال الدكتور رجب بريسالي استشاري الطب النفسي في مستشفى حراء والحرس الوطني إننا نعيش هذه الأيام مايسمى عصر ثورة الاتصال وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة التي جعلت العالم يبدو كقرية صغيرة. وأوضح أن وسائل التواصل الحديثة تعتبر أداة من أدوات تلك التقنية التي من خلالها يستطيع الشخص مقارعة نجوم السينما العالمية وفي فترة زمنية وجيزة جدا. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف يستطيع ذلك الشخص جذب مئات الآلاف من المتابعين بل الملايين من المتابعين؟ والجواب يكمن في امتلاك ذلك الشخص لسمات شخصية معينة وكاريزما من نوع خاص تمكنه من التأثير على الناس واستقطاب الملايين منهم وخاصة فئة الشباب فهي الفئة المستهدفة في الغالب حيث يمكن التأثير عليها بسهولة وذلك من خلال الانسياق الأعمى والمتسرع لمشاهير مايسمى السناب شات واستغلالهم والتأثير على مشاعرهم وأفكارهم من خلال التقليد الأعمى للمشاهير أو من خلال الترويج لسلعة معينة أو ماركة تجارية معروفة...الخ وهكذا مما يمكن أن يجر الويلات على الأسر فتحدث المشاكل، وتفقد الهوية والشخصية الوطنية من خلال تقليعات الموضة والأزياء العصرية، كما قد يؤدي ذلك إلى صعوبة السيطرة من قبل الوالدين على أولادهم وبناتهم خاصة وقد يفضي ذلك إلى حدوث الطلاق بين الأزواج بسبب متابعة مشاهير السناب شات والذين لايملكون تلك القيمة الفكرية أو العلمية البارزة بل أنهم تافهون على الأرجح ولايقدمون للمجتمع مايجعلهم القدوة الحسنة، لذا ينبغي الحذر وتنبيه الشباب والبنات على خطورة متابعة المشاهير حتى لاينهار مجتمعنا وتفقد قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا الفاضلة. إعلانات رخيصة.. تجاوب سريع.. والنتيجة : «دمار للمجتمع» تجار يلجأون لإعلانات «السناب شات» للهروب من أعين الرقابة