حين يذكر المعروف في حقيقته الناصعة فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان أهل ذلك الصنيع المبارك، أؤلئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فغدوا يزرعون بذور المعروف في كل أرض فكان المحصول ثماراً يانعة آتت أكلها كل حين.. حديث المعروف هنا ينصرف كله الى قامة عظيمة وهامة عظمى من نوادر المروءة والاحسان.. هو الشيخ المفضال سعد العبدالله المليص الغامدي.. عليه من ربي الرضا والرضوان والرحمة والغفران ولآله وذويه الصبر والسلوان. فها هو التاريخ الناصع يشهد بأنه كان عميد التربية والتعليم في منطقة الباحة منذ بدايات التعليم وخصوصاً في قبيلة بني ظبيان في حدود عام 1367.. فهو بحق رائد التربية والتعليم في تلك الحقبة الزمنية، بل هو ممن قامت النهضة التعليمية الواسعة على أكتافه ومساعديه فصولاً من الزمن حتى غدت المؤسسة التعليمية في أيامهم يشار لها بالبنان في قوة المخرجات. فقد أنشأ وأشرف وقام على المدارس الريحانية النظامية حين أسكنها ملكه الخاص في قرية الريحان.. وقد علمت من أقاربه انه قد صرف عليها جهده البدني والفكري والمادي بالذات الشيء الكثير والكثير.. وهذا قلمي يأخذني الآن سريعاً إلى ساحات الأدب والثقافة ليسطر للفقيد صولات وجولات في ميادينها حين تسنم قيادة النادي الأدبي بمنطقة الباحة فصلاً طويلاً من الزمن أحدث خلاله حِراكاً ثقافياً سمت به المنطقة ونمت من خلال معارض الكتاب في دوراتها المختلفة. يسطر قلمي هنا حديثاً ليس ككل انجاز بل هو حديث السمو حين ينبئنا عن مشاركة الفقيد يرحمه الله في القرار السياسي من خلال عضويته في مجلس المنطقة بالإمارة وكانت مداخلاته كما كان يرويها لي أحد الزملاء بالإمارة حديث الأكابر حين كان يصدح بكلمة الصدق والحق ويساهم بمعطيات فكره النيّر في إحداث تنمية مستدامة للمنطقة. والآن وقد ذهبت روحه الطيبة الى خالقها أتوجه إلى مولانا وخالقنا أن يجعل فقيدنا الغالي في أعلى عليين في جنات النعيم وأن يجعل ما قدم للإسلام والمسلمين طيلة حياته في موازين حسناته.