«إننا نعزي أنفسنا في الشيخ سعد، فهو فقيد وطن، وذو بصمة قوية في المنطقة»، بهذه الكلمات المؤثرة عبر أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود عن حزنه لرحيل الشيخ سعد بن عبدالله المليص أحد أعلام الثقافة والتعليم في المملكة. وأضاف مخاطباً أبناء الراحل بعد أداء العزاء في منزله بمنطقة الباحة: «أنا موجود ومكان والدكم رحمه الله». من جانبه، طالب الأديب حمد القاضي تعليم الباحة ونادي الباحة بتكريم المليص تكريما يليق بتاريخه الطويل. وقال: «رحل الشيخ سعد بصمت، وهو أحد رواد التربية والأدب، هذا الرجل الذي نذر عمره للتعليم حتى أنه جعل بيته مقرا لمعهد المعلمين، وخدم مسيرة الأدب بالوطن بعطائه الثقافي، ورأس نادي الباحة الأدبي ووضع أسس انطلاقته». ومن جهة أخرى، قال عضو مجس الشورى السابق الدكتور سعيد بن محمد المليص: «المليص رحل واقفا ولم يسمح لنا بالوقوف معه أو خدمته، إذ نشأ واقفاً وظل على مدار 5 عقود يعمل بشكل متواصل بين العلم والثقافة والأدب والحياة الاجتماعية والأعمال التطوعية، إننا اليوم نعزي الوطن في فقد المليص». أما الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي فنظم قصيدة رثاء طويلة قال في مطلعها: أيا قريةَ الريحان «سَعْدُكِ» ما رحلْ وإن ترك الدنيا وعن أهلها انتقلْ لقد خلّفَ الذّكْرَ الجميلَ وراءَه فما هوَ إلا النّجم غاب وما أَفَلْ فيما أكد الدكتور سعيد عطية أبوعالي أن المليص صاحب فضل على كثير من الأسماء اللامعة في المنطقة، بل وفي الوطن قاطبة، وله أياد بيضاء في شتى المجالات، وهو أستاذ كبير بمعنى الكلمة، وفقده يؤلم، فهو رفيق درب وأستاذ لي. كما نظم الدكتور سعد عطية الغامدي قصيدة قال في مطلعها: أفنيتَ عمركَ بالمكارمِ قائما وختمتَهُ ترجو إلهك صائما متوضِّئاً وكأنَّ روحكَ أُلْهِمَتْ ما يحفِزُ الأرواح كي تتقدّما من جانبه، تفاعل الشاعر والإعلامي عبدالرحمن أبو رياح مع خبر رحيل المليص بقصيدة مؤثرة جاء فيها: ريحان فيك يزيد الخطب يا ألمي بفقد شيخ عزيز عالي الهمم فيما أوضح عبدالله بن علي شبرق أن الفقيد رحل جسدا ويبقى روحا وأعماله شاهدة عليه مدى الزمان، مؤكدا أن روحه العذبة وعزيمته القوية أنشأت جيلاً واعياً متمسكاً بقيمه مسهما في بناء وعمارة أرضه. واكتفى التربوي السابق سعيد علي الغامدي بقوله: «طبت يا مليص حياً وميتاً». وأضاف: «بفقده تفقد الإنسانية أحد أبرز المؤثرين في العصر الحديث». الزميل الدكتور علي الرباعي أكد أن المليص قاد نادي الباحة الأدبي إلى منصات التتويج بمهنية عالية وابتسامة صادقة. الدكتور عبدالله غريب أكد ل "عكاظ" أن رحيل المليص يعد فاجعة. وقال: «لقد فجع أهالي منطقة الباحة بأن غيب الموت أحد أبناء المنطقة البررة، هذا المصاب الجلل المؤلم الذي نزل كالصاعقة، إذ تلقى الوسط الثقافي نبأ وفاة الشيخ الجليل والمربي الفاضل والإنسان الذي تسبق ابتسامته كلماته بحزن كبير، وهو الذي تولى عدداً من الأعمال والمناصب في التعليم والثقافة والأدب والعمل الخيري الاجتماعي والعمل الإصلاحي، وكان أيقونة نشاط لا يفتر ولا يمل، فتجده في كل مجال يعمل بجد وإخلاص، ربما حتى ما قبل وفاته بأيام معدودة وهو يمارس حياته الاجتماعية كما هو، وكأنه لم يقض عشرات السنين متنقلا لإنجاز هذه الأعمال بين مكةالمكرمةوالباحة وتحديدا بني ظبيان قرية الريحان التي ترى من بعيد بمنارة مسجدها الذي عمل على تشييده حتى أصبح هلاله يعانق السماء، والذي سيكون شاهدا له بإذن الله في موئل آبائه وأجداده، فسبحان الله الذي له في حكمه وأقداره ما يشاء». من جهة أخرى، فضل رئيس أدبي الباحة حسن الزهراني أن يعبر عن رحيل المليص شعرا، إذ قال: رجلٌ تبرعم ساعداه رجالا وكسا السماحة والوفاء جلالا رجلٌ جنوبيّ الملامح شامخٌ أرخى له الفخر المهيب عقالا مدير تعليم منطقة مكةالمكرمة السابق سليمان الزايدي قال: «سوف يسجّل تاريخ الترّبية والتّعليم في بلادنا بمداد من ذهب للرّائد الفقيد أولويّته في نشر التّعليم في منطقة الباحة، وبثّ روح الجد والعزيمة في أبنائها، وحفزهم على مواصلة تعليمهم، وطلب المعرفة». وفي نبرة حزن قال ابن الراحل البرفيسور عبدالله بن سعد المليص وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للدراسات العليا: «ما زلت أبكيك غياباً وفقداً وشوقاً، أنا أحتاجك وأشتاق إليك وأفتقدك جداً، رحلت يا دفئاً فقدته، رحمك الله يا أبي».