يؤدي جموع من المصلين بعد صلاة ظهر الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة، الصلاة على الشيخ سعد بن عبدالله المليص أحد مؤسسي التعليم النظامي، ورائد من رواده. بعد مسيرة حافلة من العطاء تعدت الثمانين عامًا. وسيوارى جثمانه الثرى في مقابر المعلاة بمكة المكرمة. واعتبر العديد من رواد التعليم والثقافة والأدب أن الفقد كبير لما للمليص من جهود كبيرة في تأسيس التعليم منذ الستينيات الهجرية في المنطقة. وقد أبّن الدكتور سعيد بن محمد المليص نائب وزير التعليم سابقًا، أنهم فقدوا شخصية فذة كان له بصمة في أسرته ومجتمعه ووطنه. وبيّن أنه كان يعطف عليه. بل كان يعاتب الدكتور المليص على تجشم عناء السفر من الرياض إلى حيث وجود الشيخ للاطمئنان والسلام عليه. حيث قال: «في آخر أيامه عندما استقبلني شدّ على يدي وعاتبني، قائلًا: لماذا يا أبا محمد تترك عائلتك في حاجتك وتأتي إلينا ونحن نقدر لك ظروفك. فما كان من الفقيد -يرحمه الله- إلا أن يأخذ بيدي فيقبلها فلم أجد مكانًا للردّ على قبلته إلا في تقبيل قدميه. ويضيف: كان للشيخ علاقات حميمة مع الجميع، وكان نعم المربي والأب والقائد والموجه. لقد فقدناه. ولكن عزاءنا أن بصمته ستبقى خالدة. أما الدكتور سعيد أبوعالي مدير عام التعليم في المنطقة الشرقية سابقًا فيقول: يعتبر الفقيد الشيخ المليص المربي الفاضل لي وهو من تربيت على يديه تعليما وثقافة وأدبًا. منذ أن كنت طالبًا وحتى اجتمعنا معًا كرئيس لمجلس إدارة النادي الأدبي بالباحة، وأنا عضو في مجلس إدارته. وجدنا منه حرصًا ممتدًّا منذ أن كان في مجال التعليم وحتى آخر لحظات حياته. رجلًا محبًّا للخير، عاشقًا لدينه ووطنه، وفيًّا لقيادته. ويقول الدكتور عبدالله غريب: أعرف الفقيد من خلال العمل التعليمي وفي نشاط التوعية الإسلامية والعمل الخيري والثقافي وكذلك الإصلاحي. وما يميز المليص -رحمه الله- وطنيته العميقة. فهو يدين لوطنه وولاة الأمر بالفضل بعد الله في كل ما أنجز على تراب المملكة من تطور ونماء وازدهار في شتى المجالات. وله أيادٍ بيضاء وضلع كبير في إيجاد النادي الأدبي بالباحة. من أعماله * اشترك في تأسيس أول جمعية للبر الخيرية في الباحة. * شارك في تأسيس نادي الباحة الأدبي. * أسس معهد معلمين في منطقة الباحة في بني ظبيان عام 1376ه. * أعد برنامجًا تعليميًّا خاصًّا لمن فاته التعليم في سن الصغر. * أسس المدرسة الريحانية الأهلية عام 1378ه بمنزله (مجانًا). * ساهم في تأسيس مدارس تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الباحة. * كان يعد العدة لتأسيس معهد للقراءات لدراسة علوم القرآن الكريم. * حصل على شخصية العام الثقافية في جائزة الباحة للإبداع والتفوق.