بعد نهاية الحرب العالمية ومع السماح للأندية الرياضية في جدة بممارسة كرة القدم، كان الاتحاد والذي ظل في فترة الركود يمارس تمارينه بشكل متقطع على ملعبه القديم بجانب اللاسلكي.. قد تقدم، مستندًا على مؤسسيه وأعضائه القدماء وعلى رأسهم عبدالله بن زقر، وعبدالعزيز جميل، بطلب السماح لأقدم نادٍ سعودي إلى استئناف نشاطه تحت المظلة الرسمية بلقاء مع البارجة جون هورد. وعن هذه الخطوة يقول الأمير عبدالله الفيصل، رحمه الله: (وكان هناك ناد اسمه الاتحاد، وهو من الأندية التي أوقفت، كما سبق وذكرت، وجاءت إلى جدة بارجة وعلى ظهرها فريق، واستأذنوا مني في اللعب معهم فوافقت على الفور، لأنني كنت أعتقد أنه يجب السماح للرياضة بالانطلاق لأنها معروفة المنافع وفيها إذكاء لعزيمة الشباب وخلق لروح المنافسة لديهم ومن ثم إشغال وقتهم والتربية البدنية وما تجلبه من منافع، من هنا كان السماح لنادي الاتحاد) «وثيقة 10 و11» وبعد عدة لقاءات أنعش بها الاتحاد كرة القدم، وتحديدًا في عام 1369ه كتب الأديب والرياضي المكي الأستاذ عبدالسلام طاهر ساسي (مواليد 1335ه) مقالًا رياضيًا قائلًا فيه: (أما فريق الاتحاد فإننا نجله ونقدره، كما نقدر ونجل كل فريق رياضي، كما أننا نعترف بأنه فريق ممتاز غني بأفراده الممتازين ولا ننكر ماضيه الحافل في عالم الرياضة) «وثيقة 12» ولا غرابة في أن يعترف كل رياضي حينها بعراقة الاتحاد فهي حقيقة ثابتة ومفروغ منها منذ تلك السنين حتى يومنا هذا. مقال الأديب المكاوي، الأستاذ عبدالسلام طاهر ساسي، أتى ضمن سياق مقال عن مباراة لم يكتب لها أن تتم بين الاتحاد العريق وبين النادي المكاوي الجديد والفتى، الذي نشأ قويًا منذ اليوم الأول وهو نادي الوحدة، حيث استطاع الوحدة أن يجمع اللاعبين الوطنيين بمكة تحت مظلته بعد نجاح مؤسسه السيد أحمد قاروت في إنشاء هذا الكيان الوطني والخروج منبثقًا من عباءة نادي «الفيرا» تحت مسمى نادي الحزب في الفترة ما بين 1364ه حتى 1366ه حسب أحاديث رجال الوحدة الأوائل ومن أشهرهم الشيخ كامل أزهر 1379ه، 1387ه «وثيقة 13 و14»، يقول أزهر متحدثًا عن الفريق المكي في مقال له نشر عام 1370ه متحدثًا عن الرياضة بعد الحرب العالمية الثانية: ما إن تلألأ كوكب الرياضة مشرقًا حتى بدأ نادي الوحدة الرياضي فاستجلب إليه بعضًا من اللاعبين الذين عرفوا بالحذاقة والجودة» حتى يقول «وسرعان ما قام النادي الأهلي يسعى لإعادة ماضيه المجيد ليضم من بقي من لاعبيه البارزين» «وثيقة 15». ورغم العودة المتأخرة لأندية مكة القديمة مثل أهلي مكة ونادي الوطن ونادي شمس الحجاز «وثيقة 16» ولكن هذه الأندية العريقة سرعان ما تلاشت بسبب أن لاعبيها القدماء لم يطيقوا الانتظار فاتجهوا، كما ذكر أزهر في كلامه «وثيقة 15» للاجتماع تحت مظلة النادي الجديد الذي سمي في البداية نادي الحزب وبسبب اجتماع هذا الخليط الوطني (السعودي) هذا تغير اسم النادي إلى المختلط السعودي ثم ما لبث أن أصبح نادي الوحدة الذي ملأ السمع والبصر في أواخر السبعينيات والثمانينيات الهجرية، وهو الذي نعرفه اليوم، ومن رموز ورجال الرياضة المكية وغيرهم سنعرف المزيد عن حكاية الفارس الوحداوي.