فجر المؤرخ الرياضي أحمد أمين مرشد خلافا حول تاريخ الحركة الرياضية في المملكة، خاصة المنطقة الغربية، عندما أكد أن الفريق الثاني الذي تأسس بعد فريق الاتحاد هو أحد، وأن فريق الوحدة تأسس عام 1366 وليس عام 1334ه، حيث إن هذا العام يوافق بداية إعلان الثورة العربية التي قام بها الشريف حسين من مكة، وأنا أورد هنا بعض الشواهد مما سجلته لكبار السن من اللاعبين القدامى في المدينةالمنورة الذين يعتبرون من المصادر الموثوقة حول التاريخ الرياضيبالمدينةالمنورة. وأضاف: لا أقلل من رواة التاريخ الرياضي ودورهم بل هم بحاجة إلى إبراز ما يثبت أقوالهم، فالتاريخ أمانة ومن باب الأمانة أقول إن دخول الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى مكة 1343ه لم يكن يوجد بها أي نشاط رياضي ولم يكن هناك صحيفة عدا «صوت الحجاز» وأيضا في عام 1349ه لم يكن هناك أي حراك رياضي في مكةالمكرمة فكيف أطلق على فريق أنه سعودي سواء في مكة أو جدة أو المدينة قبل عام 1343/1344ه. وزاد: أي فريق ظهر بعد هذا التاريخ يمكن أن نطلق عليه أنه فريق سعودي الأصل والمنشأ ولا نستطيع أن نطلق ما قبل هذا التاريخ أنه فريق سعودي لأنه ليس في عهد الدولة السعودية، ولا يحمل هوية وطنية سعودية، فكرة القدم بدأت في المدينةالمنورة عام 1348ه، عن طريق دحلان الإندونيسي الذي غادر مكة بعد أن رفضوا مزاولة لعب الكرة، وقالوا إنها لعبة الشيطان وأول من لمس الكرة في المدينة حامد بن روق الأحمدي مع دحلان الإندونيسي 1348، وهناك (حديث مسجل 1418)، لأن هذا التاريخ يعتبر النواة الأولى لتكوين الفريق الذي حمل عدة أسماء من عام 1352، منها الاتفاق، الاتحاد المدني والفتح ثم أحد، وفي عام 1358 تشكل الفريق من شباب المدينة ليكونوا نواة الفريق الأحدي، فكيف نقول إن فريق الوحدة تأسس قبل هذا التاريخ. وقال مرشد: في عام 1365ه قام أحمد قاروت وحسين بوقس بجمع بعض اللاعبين الذين كانوا يمثلون فريقي الأهلي والوطن بمكة وغيرهم من لاعبي الفرق الجاوية وكونوا فريقا حديثا أطلقوا عليه اسم المختلط، برئاسة أحمد قاروت في عام 1366ه، وبعدها انضم حمزة بصنوي وكامل أزهر إلى جانب العضوين المؤسسين، حيث اتفق هؤلاء الأربعة على تغيير اسم الفريق من المختلط إلى الحزب مع استمرار قاروت رئيسا له. ثم انضم عبدالرحمن سجيني ومحمد شلبي وقرروا بالإجماع تغيير اسم الفريق من الحزب إلى الوحدة، واختاروا شعاره من لون العلم الإندونيسي، الذي يتألف من اللونين الأحمر والأبيض، كما كان لتصريح أول رئيس لنادي الوحدة أحمد قاروت خلال اجتماع رؤساء الأندية في الرياض في عهد الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب 1426ه، وتصريحه بأن نادي الوحدة كان تأسيسه 1366، كما كان هناك لقاء مع الشاعر (ابن مكة) إبراهيم خفاجي رحمه الله، الذي قال: أريد أن تحتفوا بي في المنزل الذي شهد ميلاد نادي الوحدة عام 1366ه، وكنت ألتقي فيه والدكم يرحمه الله. بهذه العبارة رد الشاعر إبراهيم خفاجي رحمه الله على الدعوة التي وجهها له آل أزهر للاحتفاء به بمناسبة تكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين، إثر حصوله على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى كشخصية العام، وكامل أزهر يرحمه الله هو مؤسس نادي الوحدة، وكان صديقا حميما للشاعر إبراهيم خفاجي، وفي المنزل الذي أقيمت فيه الاحتفالية وشهد حضور وجهاء وأعيان من المجتمع المكي شهد أيضا ميلاد نادي الوحدة عام 1366ه. من جانبه، أكد الدكتور محمد القدادي ما ذهب إليه مرشد، من خلال كتابه الحركة الرياضية في عهد الملك عبدالعزيز بأن مكة لم يكن بها أي حراك رياضي فردي أو جماعي عند دخولها في العهد السعودي 1343ه.