أوضح الباحث والمؤرخ الرياضي نبيه ساعاتي أن ادعاءات محمد غزالي حول تأسيس نادي الوحدة قبل نادي الاتحاد ما هي إلا محض افتراء بدافع التنافس العتيق بين الاتحاد والوحدة والذي لا زال عالقا بأذهان بعض الوحداويين الذين ينتظرون أي بريق لفريقهم ليعودوا إلى شريط التأسيس المشروخ والذي حسم منذ سنوات طويلة بجهود أمين ساعاتي. ومضى يقول: «إن التنافس أساسا كان بين الاتحاد والوحدة في بدايات الكرة السعودية ونظمت الشؤون الرياضية التابعة لوزارة الداخلية -وهي أول جهاز رسمي يشرف على النشاط الرياضي- بطولة أول دوري في عام 1377ه تحت مسمى دوري كأس جلالة الملك المعظم بمشاركة الاتحاد والوحدة والثغر والشبيبة والأوليمبي، واستطاع فريق الوحدة تحقيق اللقب بعد فوزه في المباراة الفاصلة على الاتحاد بأربعة أهداف دون مقابل، ثم عاد الاتحاد ليحقق اللقب ثلاث مرات متتالية على حساب الوحدة، وفي ذلك دليل واضح على التنافس الكبير الذي كان يجمع بين الفريقين الكبيرين». وأردف يقول: «عقب ذلك مر فريق الوحدة بفترات عصيبة، إذ ابتعد عن منصات التتويج وتراجع في سلم الترتيب حتى هبط إلى مصاف أندية الدرجة الأولى غير مرة، وفي كل مرة يعود فيها الفريق الوحداوي إلى دوري الأضواء يتحفنا بعض أحبائه بروايات تنافسية مع الاتحاد بعبق التاريخ، ولعل أبرزها أولوية التأسيس والتي حسمت غير مرة بمصادقة كبار الوحدة، وفي هذه المرة برز الفريق الوحداوي بشكل جيد ومعه كالعادة برزت قضية أولوية التأسيس مرة أخرى، إذ أتحفنا غزالي بأن الوحدة تأسس في عام 1334ه تحت مسمى المختلط ثم الحزب فالوحدة عام 1366ه، بل والأمر والأدهى أن غزالي أجل تأسيس نادي الاتحاد إلى عام 1396ه»، كاشفا أن كل الدلائل والحقائق الدامغة والتي جاءت بوثائق تاريخية من أناس أسسوا النادي المكي، تؤكد أن نادي الوحدة تأسس في عام 1366ه، بعيدا عن الخزعبلات التي يتداولها البعض من أجل تحقيق مكاسب شخصية، موضحا أن إيضاحها للشارع الرياضي قاطبا لكشف الحقائق محض افتراء استنادا إلى البراهين والمستندات التالية: احتفل نادي الوحدة بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسه كغيره من الأندية الكبيرة، وأصدر بهذه المناسبة كتيبا جاء فيه أن النادي تأسس في عام 1366ه، وفي ذلك إقرار من مجلس إدارة النادي وأعضاء شرفه ومحبيه بأن النادي تأسس في ذلك التاريخ بعيدا عن خزعبلات بعض الباحثين عن مجد لذاتهم. أكد جعفر عارف وهو أحد الصحفيين الوحداويين في جريدة الندوة بتاريخ 11 ربيع الآخر عام 1380، أن تمارين نادي الوحدة انطلقت في عام 1367ه تحت مسمى الحزب والذي أسسه أحمد قاروت الذي كان يلعب لفريق الفيرا ثم استقل بالحزب، الذي تحول بعد ذلك إلى الوحدة، وأرجع عارف السبب وراء ذلك إلى الرغبة الجامحة لدى قاروت بترؤس الفريق، ولكن مؤسس الفريق أحمد فيرا كبر عليه أن يكون أحمد قاروت رئيسا له على اعتبار أنه المؤسس ولذلك دار صراع بين الثنائي نتج عنه تأسيس الحزب والذي تغير اسمه بعد ذلك إلى الوحدة كما أسلفنا. إقرار خطي إقرار خطي من أحد وجهاء مكةالمكرمة وأحد الرعيل الأول الذي ساهم في مرحلة تأسيس نادي الوحدة كامل أزهر والذي أكد فيه أن نادي الوحدة تأسس في عام 1366ه، كما أكد حمزة بصنوي قائد الفريق لسنوات طويلة أن نادي الوحدة تأسس في عام 1366ه أيضا، وجاء في القصاصة التاريخية التي تم التوقيع عليها أن الفريق الذي كان يطلق عليه اسم الحزب تغير، إذ تقرر بحضور أحمد قار وكامل أزهر وعبدالرحمن سجيني ومحمد شلبي وبعض زملائهم في دار محمد هنيدي بالقشاشية تغيير الاسم إلى الوحدة. صراع وانفصال الخبير بالشؤون الوحداوية المكاوية محمد رمضان نسأل الله له العافية، أكد في إحدى مقالاته بأن الرياضة بصفة عامة كانت ممنوعة في الأماكن المقدسة مثل مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وذلك قبل أن يشرف الأميرعبدالله الفيصل – رحمه الله – إحدى المباريات ليعلن بذلك السماح لممارسة هذه اللعبة حتى في الأماكن المقدسة مثل مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بل ويشير الرمضان إلى أنه قدم الدكتور أمين ساعاتي لهامات الوحدة الذين بدورهم أقروا بالتأسيس في عام 1366ه. خوجة وثقها في مقالة استعرض عبد المقصود خوجة والذي كان يشغل منصب رئيس تحرير جريدة أم القرى آنذاك وهو أحد أبناء مكةالمكرمة، في إحدى مقالاته والذي نشر بتاريخ 12 صفر من عام 1351ه أسماء الأندية وذكر الاتحاد أولا ولم يذكر فريق الوحدة إطلاقا، بل وأكد أن لعب الكرة لم يكن هواية يمارسها الشباب في مكةالمكرمة وأبدى مخاوفه من انتشار اللعبة في مكةالمكرمة في ظل تسارع انتشارها في جدة. خفاجي أكدها أكد الشاعر الكبير إبراهيم خفاجي أحد أبناء مكةالمكرمة، في حوار له نشر في جريدة «عكاظ» الغراء أجراه الزميل علي فقندش أن نادي الوحدة تأسس في عام 1366ه، وهو أحد الذين شهدوا هذه الفترة بكامل تفاصيلها وكان أحد الأصدقاء المقربين لكامل أزهر أحد أفراد الرعيل الأول المؤسس لنادي الوحدة. قاروت المؤسس في عام 1426 أصدر الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب قرارا بتشكيل لجنة لاختيار أهم المؤسسين للحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية وكان من بينهم أحمد قاروت والذي تقدم بسيرته الذاتية التي تضمنت تأسيس نادي الوحدة في عام 1366ه، ونحن نتكلم هنا عن المؤسس الأول لنادي الوحدة وهو يقر بأنه أسس النادي في ذلك التاريخ ثم يأتي من بعده من يخطئه ويخطئ من شاركه في التأسيس في خطوة تجسد واقع الأنا التي تقبع في ذواتهم.