أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات تصعيد دولة الاحتلال من إجراءاتها وتدابيرها الاستعمارية التهويدية بحق المسجد الأقصى المبارك وباحاته وأبوابه وأقسامه المختلفة. واستنكرت الوزارة، في بيان صحفي، اليوم، بشدة قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة وإفراغه من محتوياته، بعد أن تمكنت سواعد المواطنين المقدسيين من فتحه، وتدين كذلك الاقتحام الاستفزازي الذي قام به وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل صباح اليوم في ساحات المسجد وقبالة مصلى باب الرحمة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال. وشجبت الوزارة أيضًا جميع الإجراءات القمعية التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين المصلين بهدف حرمانهم من الوصول للصلاة في المسجد، وحملة التضييقات الوحشية التي تمارسها ضد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدسالمحتلة، بما في ذلك اعتقال رئيس المجلس ونائبه، وإبعادهما لاحقًا عن الأقصى لمدة 8 أيام. وعدت قرار نتنياهو المذكور وسلسلة التدابير القمعية المتواصلة استفزازًا وتحديًا سافرًا للعالمين العربي والإسلامي ولمشاعر المسلمين، واستخفافًا بالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة وبالقانون الدولي، وبقرارات القمم العربية والإسلامية المختلفة وبقرارات القمة العربية الأوروبية التي عقدت في شرم الشيخ، وتعميقًا ممنهجًا للانقلاب الإسرائيلي على الاتفاقيات الموقعة وتنكرًا فاضحًا لها، خاصة أن جميع تلك القوانين والقرارات والاتفاقيات تطالب إسرائيل كقوة احتلال بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه. وأكدت الوزارة أن دولة فلسطين تواصل تنسيق تحركها السياسي والدبلوماسي ومواقفها مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية لمواجهة عنجهية الاحتلال ومخططاته التهويدية الهادفة إلى تكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى ريثما يُقسَّم مكانيًا. وعدت تخاذل المجتمع الدولي وتخليه عن تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق شعبنا وأرضه ومقدساته وحقوقه، وعدم محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم، يشجع سلطات الاحتلال على التمادي في تنفيذ المزيد من مشاريعه التهويدية، كما أن الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال وسياساته يشكل غطاء لارتكاب المزيد من تلك الانتهاكات والخروقات الجسيمة للقانون الدولي، وهو ما يؤدي إلى تقويض فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين. اعتقال مدير الوعظ من جانب آخر؛ اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم مدير الوعظ والإرشاد في المسجد الأقصى الشيخ رائد دعنا، من أمام منزله في القدسالمحتلة. وفي نفس السياق استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس، اقتحام وزير الزراعة في حكومة الاحتلال ومجموعة من المستوطنين، اليوم ساحات المسجد الأقصى. وطالب ادعيس في بيان صحفي، بوضع حد لهذه الغطرسة التي ستقود المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه . ودعا ادعيس العرب والمسلمين بالتحرك لإنقاذ القدس والمقدسات، قائلًا: "لقد حذرنا وما زلنا نحذر من الأخطار الحقيقية المحدقة بالمسجد الأقصى، الأمر الذي يوجب على العرب والمسلمين شعوبًا وحكومات أن يضعوا قضية القدس والمسجد الأقصى على رأس سلّم أولوياتهم". وأشاد ادعيس بصمود أبناء شعبه تجاه مقدساته وقضيته وقيادته، داعيًا للمزيد من اليقظة والمرابطة في الأقصى لتفويت الفرصة عليهم . تحذير فلسطيني وفي غضون ذلك؛ حذّر مجلس الوزراء الفلسطيني من استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة استفزازاتها وإجراءاتها الانتقامية ومحاولاتها لتنفيذ مخططاتها للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، بهدف تهويده، ومحو التاريخ العربي والإسلامي، وتغيير المعالم الثقافية والدينية والتاريخية والحضارية للمدينة المقدسة. وأدان خلال الجلسة الأسبوعية التي عقدها، اليوم في مدينة رام الله برئاسة رئيس حكومة تسيير الأعمال رامي الحمد الله حملة الاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدسالمحتلة وطالت رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، ونائب مدير الأوقاف ناجح بكيرات والعشرات من أبناء المدينة المقدسة وإبعادهم عن المسجد الأقصى المبارك. وأكد المجلس، أنه إذا كان مقدرًا لأهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، أن يظلوا دائمًا الطليعة ورأس الحربة في معركة الدفاع عن مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، فإن هذه المهمة أيضًا تبقى عربيّة وإسلاميّة، تستوجب دعمًا عربيًا وإسلاميًا جديًا وعملًا سريعًا وحاسمًا بما يتناسب مع حجم المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها شعبنا وخاصة في المدينة المقدسة. وطالب، بمناسبة ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختصة التعامل بمنتهى الجدية مع التصعيد الإسرائيلي والموجات المتواصلة من التحريض على قتل الفلسطينيين وتهجيرهم واستباحة أرضهم، وهو ما يتطلب سرعة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وأشار المجلس إلى أن هذه الذكرى الأليمة تترافق هذا العام مع استمرار الاعتداءات على الحرم والبلدة القديمة في الخليل، ومع قرار الحكومة الإسرائيلية عدم التجديد لقوات التواجد الدولي في الخليل في انتهاك للاتفاقية التي وقعت برعاية دولية، مما يجعل المواطن الفلسطيني وحيدًا في مواجهة عصابات وميليشيات المستوطنين المسلحة وعناصرها الإرهابية.