قبل سنوات حصلت قطر على وصافة بطولة كأس العالم لكرة اليد، بمنتخب كامل التجنيس، لا قليل التجنيس أو خالي التجنيس كما قد يحصل في المنتخبات الأخرى!. وكان من المُضحِك إلى درجة أن يستلقي المرء على ظهره ويفطس من شدّة الضحك أن تسمع خلال النقل التلفزيوني لمباريات تلك البطولة ألقاب اللاعبين المُجنّسين من أوروبّا الشرقية، ممّا تنتهي ب»ييتش» و»أوف» وغيرها من الألقاب الخواجاتية!. ويبدو أنّ قطر استظرفت التجنيس في المجال الرياضي، وتعتبره قراراً سيادياً لها، وجعلته ديدناً دائماً لها، فها هي تُشارك في بطولة آسيا لكرة القدم بمنتخب مُجنّس بنسبة 99٪، من دول العراق ومصر والسودان والبرتغال والجزائر وإيران والأوروغواي، وغيرها من الدول ما ظهر منها وما بطن، وقد أحرزت نتائج طيّبة، غير أنّ المشكلة هي أنّه من المُحتمل أن يقابل منتخبُها منتخب دولة أخرى ويُسجّل أحد لاعبيها المُجنّسين هدفاً في منتخب بلاده الأصلية، وهنا قد تحصل أزمة دبلوماسية إذا كانت الدولة الأخرى ناقصة عقل أكثر من نقص العقل الذي يتمتّع به النظام القطري!. وفوز قطر في بطولة آسيا الحالية على العراق تحقّق بهدف لاعب عراقي جنّسته قطر اسمه بسّام الراوي، وعند إجراء إحدى القنوات لمقابلات مع الجمهور العراقي وصفه بعضُهم بالخائن الذي يجب محاكمته، وأتوقّع أنّه لن يعود للعراق ولو لغرض الزيارة المؤقّتة للأهل والأقارب!. ويُقال إنّ قطر لديها برنامج قومي للتجنيس يرعاه شخصياً أميرها، ليس في المجال الرياضي فحسْب بل حتّى في المجالات الأخرى مثل العسكرية والأمنية والاقتصادية، وعليه فإنّي لا أستبعد أنّ تُعيِّن قطر قائد جيش جديداً لها اسمه «تورغوت أوزيل»، أو مدير شرطة جديد اسمه « علي جواد دائي»، أو وزير إعلام جديد اسمه «بو زيان خنفر»، ولكم أن تُخمِّنوا جنسياتهم الأصلية من أسمائهم الكريمة، وكلّ هذا على حساب الشعب القطري الذي هو شبه ممنوع من إظهار مواهبه ومهاراته بسبب هذا التجنيس الضخم وغير العادي عن كافّة دول العالم!. وقطر بهكذا تجنيس تُشبه الرجل الثري العقيم الذي لديه مولود، فيظلّ الغافل المسكين يصرف عليه ثروته، وهو وحظّه، قد يُفيده المولود، وقد ينهب أمواله ويرجع إلى بلاده ومعه المال الوفير بلا تأشيرة عودة، ولا عزاء للشعب القطري الأصيل!.