لازال بناء الجدار على الحدود مع المكسيك، مثار جدل بين الرئيس الأمريكي والكونجرس الأمريكي، الأمر الذي دعا الرئيس «ترمب» إلى عمل إغلاق جزئي للحكومة الأمريكية، دخل أسبوعه الرابع، للضغط على الكونجرس، مُهدِّداً بأن يلجأ إلى إعلان حالة الطوارئ، لتجاوز شرط موافقة الكونجرس على بناء الجدار، كما لن يوقع أي قانون من دون تمويل الجدار الذي يعارضه الديمقراطيون بشدة.. هذا الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية أوقف أعمال 25% من كياناتها، وعطل مصالح مئات الآلاف من العمال، تم منح بعضهم إجازات. هذا الموقف المتشدد من قبل الرئيس «ترمب»، دعا مجلس النواب الأمريكي إلى استدعاء وزيرة الأمن الداخلي، لمناقشة أهمية بناء هذا الجدار، وتقديم معلومات مكتوبة عن إجراءات حماية الحدود المفتوحة، وكذلك التكاليف التقديرية للجدار مع المكسيك، وكان الرئيس الأمريكي قد طالب بضرورة حصوله على 5,6 مليار دولار، لتمويل بناء الجدار الحدودي المقترح، كجزء من أي اتفاقية لإنهاء إغلاق الحكومة، وإلا سيبقى أجزاء من الحكومة مغلقة لأعوام، حتى يحصل على التمويل الذي يرغبه. إلا أنه ظهر في الآونة الأخيرة مَن يتحدَّى الرئيس، ويتجاوز هذه المعضلة التي جدَّت في الولاياتالمتحدة، وهي السيدة «نانسي بيلوسي»، التي تم انتخابها مُؤخرًا كرئيسة لمجلس النواب، التي أكَّدت اعتزامها على رفض تمويل الجدار، وسوف تعمل على التصويت على قوانين مؤقتة للميزانية، يمكن أن تسمح باستئناف العمل في الإدارات الأمريكية التي توقفت بسبب الإغلاق الجزئي. «الرئيس ترمب» و«نانسي بيلوسي» كلاهما صعب المراس، فرئيسة مجلس النواب التي رفعت راية التحدي أمام ترمب، يصفها المقربون منها بأنها عنيدة، ويطلقون عليها المرأة الحديدية، بينما تقول عنها ابنتها «الكساندرا» (بأن لدى والدتها القدرة على أن تنتزع رأسك بدون أن تشعر بأنك تنزف)، كما أن أعضاء حزبها يثقون فيها جيدًا، ويصفونها بأن لديها القدرة والقيادة على منع تمرير قوانين يطرحها الجمهوريون، وتعطيل الكثير مما هو على أجندة ترمب من مقترحات، كخفض ضريبي جديد، إلى بناء جدار على الحدود مع المكسيك. السؤال هو: لماذا كل هذه الضجة حول بناء الجدار؟!.. الجواب يأتي على لسان الرئيس الأمريكي ترمب، «بأنه من أجل تأمين الحدود، للتصدي لعمليات التهريب والهجرة، وتهريب البشر»، كما يراها بأنها مسألة أمن قومي، ولمكافحة الإرهاب، والحد من خطورة العصابات، إضافة إلى أنها كانت من ضمن الوعود التي طرحها على ناخبيه. ولا أعتقد أن أحدًا سيقف في وجه الرئيس «ترمب»، ويحول دونه ودون تنفيذ بناء الجدار، لأنه يملك بعض الصلاحيات التي تجعله يتجاوز عقدة تصويت الكونجرس، فها هو قد عطَّل عمل الحكومة بشكل جزئي، ويهدد بأن يسن قانون الطوارىء.