في نوع من التحدي وإثبات أن المراة السعودية قادرة على العطاء في كل مجال، تفوقت المواطنة هند بنت عساف الجريد الشراري على نفسها وتحدت الصعوبات لتحصد المراكز الاول دائمًا في كل محفل تمثله بنسجها لوحاتها التي تحيكها بيدها بما يسمى بفن «السدو»، وتهدي أوسمتها للوطن الغالي وقيادته الرشيدة. وفي بيت الجوف في الجنادرية 33 شاركت هند الشراري بلوحات فنية بديعة الصنع نسجت فيها صور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى أمراء المملكة وتم استخدام آلية مبتكرة لخياطة السدو ولأول مرة في عالم الحياكة تسجل رسميًا باسم الأسر المنتجة والحرفيات الجوفيات. 14 عاماً مضت وتضيف الشراري بأنها تعمل على حرفة حياكة السدو منذ أكثر من 14 عامًا وقد أخذت على عاتقها التميز ونقل وتعليم التميز لكل المهتمين والمهتمات بهذه الحرفة، وذلك بعد أن تعاونت رسميًا مع مشرفات تربويات من مؤسسات تعليمية حكومية قامت معهن بإعطائهن دورات عدة في حياكة السدو حتى يقمن بدورهن بنقل هذه الحرفة لبناتنا الطالبات في مدارسهن. المرأة الجوفية الشراري التي تشارك ولأول مرة في بيت الجوف بعد أن قدمت إمارة الجوف لها دعوة للمشاركة، تؤكد أنها عندما قررت المشاركة في بيت الجوف أبت بأن تكون مشاركتها عادية كما تقول لذا فكرت كثيرًا في حياكة بعض اللوحات بطريقة مبتكرة تحسب للمرأة الجوفية وتبقى محفوظة في سجلات الإعلام والتاريخ. وقالت إنها قدمت بعضًا من اللوحات التي حاكتها بالسدو ولكن بتقنية مختلفة ومبتكرة لم يسبق لأي امرأة حياكتها بهذه الآلية. شغل يد وعن آلية إخراج اللوحات قالت الشراري: إن هذه اللوحة تم حياكتها بتقنية أطلقت عليها اسم التكعيب وهي تعتمد على التطريز اليدوي بعد أن أقوم برسم معالم الصورة على خلفية من السدو الطبيعي الخام. لذا من يشاهد اللوحة من الوهلة الأولى يتبادر لذهنه بأنها صورة تم طباعتها ولكن عند الاقتراب منها يتيقن بأن هذه اللوحة الفنية تم شغلها باليد وما يميز التكعيب هو بروز المعالم ودقة وضوحها بحيث تعطي للمتلقي صورة أقرب للحقيقة بنسبة تتجاوز 90٪. صورة الملك وعن المدة التي قضتها الشراري في حياكة صورة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- قالت إن أي شخص على هذه الأرض يطمح ويحلم بالسلام على ملك المملكة العربية السعودية العظمى فكيف أصف شعوري وأنا اتفنن برسم سيدي ومولاي حماه الله فمثل هذه اللوحة تحتاج لدقة أكبر وجهد أعلى واستغرقت هذه اللوحة ستة أيام من العمل المتواصل. حداثة المنتج وتضيف الشراري: إن المملكة غنية بالأيدي العاملة وخصوصًا من يعملن في حياكة السدو ولكن ما يميزها عن غيرها هو الابتكار والتطوير وحداثة المنتج، فكما يشاهد المشاهد الزائر لجناحي في بيت الجوف يجد بعض السجاد الذي صنعته بالسدو كذلك مفارش سفر الطعام وحقائب اليد النسائية والصور الشخصية وما يزين البيوت الحديثة وبيوت الشعر، كذلك مفارش الأسرة بتطريز مميز وذلك بالإضافة استراس «الكريستال». وفي ختام حديثها أكدت أن المبدعات كثيرات ولكنهن بحاجة للدعم وبحاجة لجهة تبرزهن وترعاهن وذلك للحفاظ على هذا الموروث وتطويره فجماليات الماضي هي من تصنع الحاضر.