ناشدت الحكومة الفرنسية المحتجين المعروفين باسم أصحاب «السترات الصفراء» بعدم التظاهر اليوم السبت، وذلك في أعقاب هجوم قاتل استهدف سوقًا لعيد الميلاد «كريسماس» في مدينة ستراسبورغ، وقال المتحدث باسم الحكومة بنيامين جريفو لشبكة «سي.نيوز»: «لقد قررنا عدم حظر المظاهرات يوم السبت»، وعوضًا عن الحظر، ناشد جريفو أصحاب السترات الصفراء، قائلاً: إن الأمر يرجع إليهم في عدم الاحتجاج، وإنه سوف يكون من الأفضل أن يعتني الأشخاص بعملهم في الفترة التي تسبق نهاية العام. وقال: إن فرض حظر لن يكون قرارًا حكيمًا، لأنه لن يثني الأشخاص عن النهب والشغب، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أكد التزامه على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل بتعهده بزيادة الحد الأدنى للأجور، وتجديد إعفاء ضريبي للمتقاعدين، مشيرًا إلى أن ذلك «لن يعرقل» إرادة فرنسا للسيطرة على الإنفاق، وأن الإجراءات الجديدة هي رد «شرعي ومهم»، وأضاف: «خياري للرد على الغضب، والذي أراه مشروعًا وعادلاً، كان اختيارًا للدعم القوي». وفى في مدينة تل أبيب تظاهر المئات أمس ضد ارتفاع تكاليف المعيشة، استجابة لمكالمة على وسائل التواصل الاجتماعي، واحتج المتظاهرون الذين يرتدون السترات الصفراء على الطريقة الفرنسية ضد الزيادة المعلنة في أسعار السلع والضروريات والضرائب الأعلى في إسرائيل. يذكر أن حركة السترات الصفراء أو حركة السُتر الصفراء (بالفرنسية: Mouvement des gilets jaunes) [7] هي حركة احتجاجات شعبيّة ظهرت في مايو 2018 ثم زادت شهرتها وقوّتها بحلول شهر نوفمبر من نفسِ العام حيثُ تمكنت من إشعال فتيل المظاهرات في فرنسا والتي انتشرت بسرعة إلى والونيا وبعض الأجزاء من دولة بلجيكا، اختارت الحركة السترة الصفراء كرمزٍ مُميّز لها باعتبار أنّ القانون الفرنسي يفرضُ منذ عام 2008 على جميع سائقي السيارات حمل سُترات صفراء داخل سياراتهم عند القيادة كإجراء وقائي حتى يظهر للعيان في حالة اضطرار السائق الخروج من السيارة لسبب ما والانتظار على جنبات الطريق، ونتيجة لذلك فقد أصبحت السترات الصفراء رمزًا للحركة خاصّةً أنّها متاحة على نطاق واسع وغير مكلفة كما تحملُ في الوقتِ ذاته عددًا من الرموز.[8] وفي مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2018؛ أصبحَ رمز السترات الصفراء شائعًا على نحو متزايد في بعض دول الاتحاد الأوروبي كما انتقلَ لدول خارج نطاق القارة الأوروبيَّة على غِرار العراق في منطقة جنوب غرب آسيا. خرجت حركة «السترات الصفراء» في البداية للتنديد بارتفاع أسعار الوقود وكذلك ارتفاع تكاليف المعيشة ثم امتدت مطالِبها لتشملَ إسقاط الإصلاحات الضريبية التي سنّتها الحُكومة والتي ترى الحركة أنّها تستنزفُ الطبقتين العاملة والمتوسطة فيما تُقوّي الطبقة الغنيّة، ودعت الحركة منذُ البِداية إلى تخفيض قيمةِ الضرائب على الوقود، ورفع الحد الأدنى للأجور ثم تطوّرت الأمور فيما بعد لتصل إلى حدّ المناداة باستقالة رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون.