أكدت وزارة الخارجية الصينية اليوم أن الصين "لن تقف مكتوفة الأيدي" إذا تعرض مواطنوها "لسوء معاملة" في الخارج، ملمحة بذلك إلى توقيف المديرة المالية لمجموعة هواوي العملاقة للاتصالات في كندا. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في خطاب خلال اجتماع دبلوماسي في بكين، نشر نصه الكامل على الموقع الالكتروني لوزارته "نهتم دائما بأمن ورفاه كل مواطنينا في الخارج". وأضاف أن "الصين لن تبقى أبدا مكتوفة الأيدي أمام حالات سوء معاملة تمس بشكل تعسفي حقوق مواطنين صينيين ومصالحهم المشروعة"، مؤكدا أن بكين "لن تألو جهدا لحماية الحقوق القانونية للمواطنين الصينيين". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ صرح "نعتقد أن هذا غير إنساني ويمس بحقوقها كفرد". وأكد أن كندا لم تبلغ على الفور السلطات القنصلية الصينية بتوقيف المديرة المالية لهواوي، ما يشكل مخالفة لاتفاق ثنائي موقع بين البلدين. وأوقفت مينغ وانتشو (46 عاما) في الأول من ديسمبر في كندا بطلب من الولاياتالمتحدة خلال توقفها بين رحلتين بين هونغ كونغ والمكسيك. طموحات الصين التكنولوجية في خطر بعد قضية هواوي تجد الصين طموحاتها لتصدير تكنولوجيا الاتصالات في مأزق مع تزايد مخاوف الدول الغربية حيال مخاطر سيطرة بكين على البنى التحتية الحيوية لأمن هذه البلدان. وتشتبه وسائل الإعلام في بكين بأن توقيف مسؤولة كبيرة في مجموعة هواوي، إحدى أولى مجموعات الاتصالات في العالم ، ليس سوى آخر محاولة تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحجيم شركة تكنولوجية صينية كبرى. وقبل توقيف مينغ وانزو، كانت هواوي على القائمة السوداء في العديد من الدول الغربية الممتدة من الولاياتالمتحدة إلى نيوزيلاندا، التي قررت إقصاء ثاني أكبر شركة في العالم للهواتف الذكية من شبكاتها بدرجات متفاوتة. وحذر خبير التكنولوجيا في "مجموعة أوراسيا" للدراسات بول تريولو بأن "الخطر بالغ: إن خسرت هواوي وصولها إلى الأسواق الغربية المربحة، فقد تخسر أيضا قدرتها على النمو وتمويل إنفاقها على الأبحاث والتطوير". والرهان الكبير هو الجيل الخامس من تكنولوجيا الأجهزة المحمولة (5 جي) المدعو لأن يصبح العمود الفقري لعملية الانتقال إلى اقتصادات رقمية، انطلاقا من المركبات الذاتية القيادة إلى الذكاء الاصطناعي، وهي كلها مجالات تطمح بكين لأن تصبح رائدة فيها من خلال خطتها "صنع في الصين 2025". تعتبر إدارة ترامب مجموعة هواوي بمثابة حصان طروادة، وما يؤجج ريبتها أن مؤسس المجموعة رين تشينغفاي هو ضابط سابق في الجيش الصيني، وهو والد المديرة المالية الموقوفة. ولخص خبير التكنولوجيا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن جيمس لويس الوضع برأي الأميركيين بالقول "لكأن الشخص الذي بنى منزلكم يقرر سرقته" موضحا "إنه يعرف الخطط والشبكة الكهربائية والمنافذ وربما احتفظ حتى بمفتاح". والخطر الأكبر على بكين هو أن تقوم الولاياتالمتحدة التي تقف خلف توقيف وينغ في كندا، بمنع الشركات الأميركية مثل "إنتل" و"كوالكوم" من بيع هواوي شرائح أو غيرها من الأجهزة الإلكترونية التي يتوقف عليها عمل المجموعة. وقال تريولو "ستكون هذه كارثة للطموحات التكنولوجية الصينية، هذا سيهدد (هواوي) نفسها والشركات المتعاقدة معها ومستقبل هذا المجال". وسبق ان اتبعت واشنطن هذه الإستراتيجية هذه السنة ضد مجموعة عملاقة صينية أخرى هي "زد تي إيه" للاتصالات التي وصلت إلى شفير الإفلاس بعد منع الشركات الأميركية من بيعها تجهيزات ومكونات وبرامج معلوماتية، قبل أن تتوصل إلى تسوية مالية بدفعها غرامة بقيمة مليار دولار لإدانتها بانتهاك الحظر على إيران، وهي التهمة نفسها الموجهة إلى وينغ. اختصاصي العلاقات الصينية الأميركية في جامعة الشعب في بكين شي يينهونغ أقر بأن حظرا أميركيا على الشرائح الإلكترونية سيسدد ضربة "هائلة" لهواوي، "اخطر مما كانت لزد تي إي" محذرا بأنه "إذا اصيبت هواوي، فسوف تخسر الصين تقدمها على صعيد الجيل الخامس" من تجهيزات الاتصلات.