احتجت بكين أمس على معاملة كندا «غير الإنسانية» للمديرة المالية لشركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات الموقوفة بموجب طلب أمريكي بتسليمها، بعدما تحدثت تقارير عن عدم حصولها على رعاية طبية كافية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ للصحافيين «نعتقد أن هذا غير إنساني وينتهك حقوق الإنسان»، وذلك في وقت تطلب مينغ وانتشو الإفراج عنها بكفالة لأسباب صحية. وتتهم واشنطن هواوي وشركات صينية أخرى باستخدام ملكيات فكرية مسروقة والعمل كذراع مسلحة للحكومة الصينية خصوصا في مجال تكنولوجيا المعلومات». وكانت وسائل الإعلام الصينية الرسمية قد أدانت توقيف مينغ وانتشو في كندا بطلب من القضاء الأمريكي، معتبرةً أن التحرك يأتي في إطار «نهج دنيء» للحد من طموحات بكين التكنولوجية. وأثار توقيفها غضب الحكومة الصينية وسط قلق من انعكاساته المحتملة على الهدنة في الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. وقالت افتتاحية في صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية إن «على الحكومة الصينية التفكير جدياً في توجه الولاياتالمتحدة لانتهاك الإجراءات القانونية بهدف كبح مشاريع التكنولوجيا الصينية المتقدمة». وأضافت: «من الواضح أن واشنطن تتبع نهجا دنيئا لأنها غير قادرة على وقف تقدم أجهزة هواوي 5 جي ي في السوق». من جهتها، حذّرت صحيفة «تشاينا دايلي» من أن «التحكم بتوسع هواوي مضر بالعلاقات الصينيةالأمريكية». ولم تكشف السلطات الأمريكية عن الاتهامات التي تواجهها مينغ بعدما طالبت الأخيرة بفرض حظر على النشر عن القضية. لكن «تشاينا دايلي» أشارت إلى أن «أمراً واحداً ثابتاً ولا شك في صحته وهو أن الولاياتالمتحدة تحاول القيام بكل ما يمكن للحد من توسع هواوي عالمياً لأن الشركة ببساطة هي التي تقود شركات التكنولوجيا الصينية التنافسية». ورغم أن قطاع التكنولوجيا الصيني لا يزال يعتمد على صادرات أمريكية معينة على غرار الرقاقات الدقيقة، تسعى بكين للحصول على دور قيادي في قطاع التكنولوجيا عالميا لتتفوّق على الولاياتالمتحدة وذلك في إطار خطة أطلقت عليها «صنع في الصين 2025». وتعد هواوي بين أكبر مقدمي خدمات ومعدات الاتصالات في العالم. وتستخدم عدة شركات اتصالات في العالم، بعضها في أوروبا وإفريقيا، منتجاتها. وانتقد مستخدمو الإنترنت في الصين توقيف مينغ، عبر شبكة «ويبو»، النسخة الصينية من «تويتر»، حيث رأى البعض أن الحادثة هي جزء من الحرب التجارية ومن مؤامرة أوسع لضرب التطور التكنولوجي الصيني.